أخي الشاب ، موقف نشاهده جميعاً في شهر الصيام : أن تجد شاباً معرضاً غارقاً في وحل الشهوات ، يتجرأ على الكبائر والمعاصي ، ويتهاون في الطاعات الظاهرة . تجد هذا الشاب يتساءل عن قضايا دقيقة جداً في الصيام ، كأن يتوضأ فتنزل من أنفه قطرات من الدم دون قصد : فهل يؤثر هذا على الصيام أم لا ؟ مرّ في الشارع فدخل جوفه غبار فما الحكم ؟ وهو يسأل جاداً ، ولديه استعداد تام لتحمل تبعة السؤال من قضاء أو حتى كفارة . إن السؤال أخي الكريم عما يشكل على المرء في عبادته مبدأ لا حق لأحد أن يرفضه ، وإن وقوع المرء في معصية ليس مبرراً لعدم عنايته بالطاعة ، والسؤال عنها
ولكن ألا توافقني أن مثل هذا الشاب يعيش تناقضاً يصعب أن تجد تفسيراً له ؟! فلماذا يتورَّع هنا ويسأل ويحتاط عن أمر اشتبه عليه ،، بينما يرتكب عن عمد وسبق إصرار ما يعلم أنه حرام بل كبيرة من الكبائر ؟!