منتديات الأجاويد
 أسباب محبة الله عز وجل ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلس Uo10
منتديات الأجاويد
 أسباب محبة الله عز وجل ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلس Uo10



 
الرئيسيةالبوابةالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
آخر عضو مسجل هو meziane lamri فمرحبا به أهلا وسهلا

شاطر
 

  أسباب محبة الله عز وجل ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلس

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
zakia
عضو مميز
عضو مميز
zakia

الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 313
المزاج : متفائلة بغد أفضل

 أسباب محبة الله عز وجل ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلس Empty
مُساهمةموضوع: أسباب محبة الله عز وجل ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلس    أسباب محبة الله عز وجل ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلس I_icon_minitime2015-05-12, 11:58 am
خطبة جمعة عادية :  بتاريخ 20/ 02/ 2004

بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله نحمده ، ونستعين به ، ونسترشده ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته ، وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله ، سيد الخلق و البشر ، ما اتصلت عين بنظر ، أو سمعت أذن بخبر ، اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ، وعلى ذريته ومن والاه ، ومن تبعه إلى يوم الدين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة الكرام : في الخطبة السابقة بينت بفضل الله تعالى أن الإنسان عقل يدرك ، وقلب يحب ، وجسم يتحرك ، وأن العقل غذاؤه العلم ، وأن القلب غذاؤه الحب ، وأن الجسم غذاؤه الطعام والشراب ، وما لم تُلَبَّ هذه الحاجات الثلاث معاً يكون التطرف ، فإذا لبّيتها معاً يكون التفوق .
أيها الإخوة الكرام : الحب أكبر كلمة تأتي بعد كلمة الإيمان ، لأن الأصل في العلاقة بين الله عز وجل ومخلوقاته هو الحب ، بل إن السمة الأولى في العلاقة بين الله والإنسانِ الحب ، يحبهم ويحبونه .
أيها الإخوة الكرام : وعدتكم في خطبتين قادمتين ، وهذه هي الأولى أن أتحدث عن أسباب محبة الله عز وجل ، الأسباب كثيرة ، وسآتي عليها واحداً واحداً إن شاء الله ، ولكن قبل أن آتي على الأسباب أقول : ما تعريف الحب ؟ الحقيقة أن الحب أو المحبة لا تعرّف بتعريف أوضح منها ، كيف ؟ هل تستطيع أن تحدثني عن طعم التفاح دون أن تذكر كلمة تفاح ؟ إذا قلت : حلو المذاق فإنّ مئة فاكهة حلوة المذاق ، لا تستطيع إلا أن تقول : طعم التفاح هو طعم التفاح ، ولا تستطيع أن تزيد على ذلك :
لا يعرف الشوق إلا من يكابده       ولا الصبابة إلا من يعانيها
أيها الإخوة الكرام : الحدود والتعاريف لا تزيد المحبة إلا خفاء ، فلا توصف المحبة بوصف أظهر من المحبة ، قالوا في تعريف المحبة : هي الميل الدائم بالقلب الهائم ، وإيثار المحبوب على جميع المصحوب ، وموافقة الحبيب في المشهد والمغيب ، المحب عبد زاهد عن نفسه ، متصل بربه ، قائم بأداء حقوقه ، ناظر إليه بقلبه ، أحرقت قلبه أنوار هيبته ، فإن تكلم فبالله ، وإن نطق فعن الله ، وإن تحرك فبأمر الله ، وإن سكت فمع الله .
أيها الإخوة الكرام : من الأسباب الجالبة للمحبة هي عشرة أسباب : السبب الأول قراءة القرآن العظيم ، و تدبر آياته ، وتفهم معانيه .
إن قراءة القرآن قراءة صحيحة ، والأولى أن تقرأ وفق قواعد التجويد ، وأن تفهم المعاني ، وأن يتدبر القارئ كلام الله ، معنى ذلك أن يسأل نفسه دائماً : أين أنا من هذه الآية ؟ هذا كما قال بعض العلماء يزيد من محبة الله عز وجل ، لذلك قال تعالى :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ سورة المزمل : الآية 4]
[ سورة فاطر : الآية 29]
[ سورة البقرة : الآية 121]
وقال علماء التفسير في تفسير حق تلاوته : أن تقرأه قراءة صحيحة ، ثم أن تفهمه ، ثم أن تتدبره ، ثم أن تعمل به ، و قال عز وجل :
[ سورة العنكبوت : الآية 45]
و قال عز وجل :
[ سورة النساء : الآية 82]
و قال تعالى :
[ سورة محمد : الآية 24]
سيدنا عثمان رضي الله عنه في الحديث الصحيح يرويه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ)) .
[ البخاري ، الترمذي ، أبو داود ، ابن ماجه ، أحمد ،  الدارمي ]
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ)) .
[ البخاري ، مسلم ، الترمذي ، أبو داود ، ابن ماجه ، أحمد ،  الدارمي ]
أيها الإخوة الكرام ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطِيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ ، أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَهُ ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ الثَّقَلَيْنِ ، أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ ، فَتَمَسَّكُوا بِكِتَابِ اللَّهِ ، وَخُذُوا بِهِ ، فَحَثَّ عَلَيْهِ ، وَرَغَّبَ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَأَهْلَ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)) .
[ مسلم ، أحمد ، الدارمي ]
أيها الإخوة الكرام : هذا كتابنا ، هذا منهجنا ، هذا دستورنا ، هذه تعليمات الصانع ، فيه صلاحنا ، فيه نجاحنا ، إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ، إن اتبعناه لن تضل عقولنا ، ولن تشقى نفوسنا ، إنه منهج الله في الأرض ، خلق الله الأكوان ، ونوّرها بالقرآن ، الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض ، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ، الكون في كفة ، والقرآن في كفة .
أيها الإخوة الكرام : السبب الثاني في جلب محبة الله عز وجل  التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ...)) .
[ البخاري ]
((كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِه )) ، أي لا يسمع إلا وفق الوحيين الكتاب والسنة ، فإذا كان هناك ضلالة أو كان هناك شبهة ، أو كان هناك افتراء ، أو كان هناك طرح بعيد عن الوحيين يرفضه ، ((وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ )) ، يرى بنور الله ، ينطق بتوفيق الله ، ((وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا )) ، حركته التي يبطش بها ، ((وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا)) ، لا يتحرك ، ولا يمشي إلا إلى خير .
أيها الإخوة الكرام : السبب الثالث دوام ذكر الله على كل حال :
[ سورة البقرة : الآية 152]
اذكروني لعبادي كما ذُكِرت لكم فعرفتموني ، فاذكروني أذكركم :
[ سورة العنكبوت : الآية 45]
قال العلماء : أكبر ما فيها أنّ ذكر الله لك وأنت تصلي أكبر من ذكرك له ، إنك إن ذكرته عبدته ، لكنه إن ذكرك منحك الأمن ، منحك السكينة ، منحك الحكمة ، منحك التوفيق ، منحك  النصر ، منحك التأييد ، هذه أعطيات الله عز وجل ، أن تكون آمناً :
[ سورة الأنعام ]
نعمة الأمن لا تعدلها نعمة على الإطلاق ، أنت من خوف الفقر في فقر ، ومن خوف المرض في مرض ، وتوقُّعُ المصيبة مصيبة أكبر منها ، ولا ينعم بنعمة الأمن إلا المؤمن ، والدليل هذه الآية :
[ سورة الأنعام ]
أي لهم وحدهم ، يعطيك السكينة :
[ سورة العنكبوت : الآية 45]
والسكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، سعِد يونس بالسكينة وهو في بطن الحوت ، وسعد إبراهيم بالسكينة وهو في النار ، وسعد أصحاب الكهف بالسكينة وهم في الكهف ، وسعد النبي الأعظم بالسكينة وهو في الغار ، ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ )) ، إن منحك السكينة سعدت بها ولو فقدت كل شيء ، ولو كنت في السجن منفردًا ، وإن حجبت عنك شقيت بفقدها ولو ملكت كل شيء :
[ سورة طه : الآية 124]
إذاً :
[ سورة العنكبوت : الآية 45]
يمنحك السكينة ، يمنحك الأمن ، يمنحك التوفيق ، يمنحك السداد ، يقذف في قلبك نوراً ترى به الحق حقاً والباطل باطلاً :
[ سورة العنكبوت : الآية 45]
تذكره أنت وتعبده ، لكنه إذا ذكرك منحك ما يفتقر له الأقوياء في الأرض ، ومنحك ما يفتقر له الأغنياء في الأرض ، ومنحك ما يحرم منه قمم من في الأرض ، ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتُّك فاتك كل شيء .
أيها الإخوة الكرام :
[ سورة البقرة : الآية 152]
[ سورة الأحزاب : الآية 41]
الأمر ينصبُّ على الذكر الكثير ، لأن المنافقين وصفهم الله عز وجل  بأنهم لا يذكرون الله إلا قليلاً ، إذاً الأمر هنا ينصبّ على الذكر الكثير :
[ سورة الأحزاب : الآية 35]
أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، ما معنى معه ؟ أنا معه ، إذا كان الله معك فمن عليك ، لا تستطيع قوى الأرض أن تنال منك ، وأنا معه إذا ذكرني ، المعية هنا خاصة ، معية التوفيق ، معية التأييد ، معية الحفظ ، معية النصر ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، يرفع الله لك ذكرك:
[ سورة الشرح ]
قال بعض العلماء : لكل مؤمن من هذه الآية نصيب بقدر إيمانه واستقامته وإخلاصه ، ورفعنا لك ذكرك ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه .
أيها الإخوة الكرام : مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت ، كم هي المسافة كبيرة بين إنسان حي ينطق ويتحرك ويبتسم ويجلس ويؤنس وبين جثة هامدة ، والناس يخافون الدخول إلى غرفة الميت ، مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي والميت ، هذا هو الشرط الثالث لاكتساب محبة الله عز وجل .
السبب الرابع لاكتساب محبة الله عز وجل إيثار ما يحب الله على أي شيء سواه ، بدليل قوله تعالى :
[ سورة النازعات ]
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ ، أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ)) .
[ متفق عليه ]
وكم هي المسافة كبيرة بين حقائق الإيمان وحلاوة الإيمان ، حقائق الإيمان أن تمتلك خارطةً لقصرٍ ، بينما حلاوة الإيمان أن تمتلك القصر ، وأن تسكن به ، فرق كبير بين أن تقول : ألف مليون ، وبين أن تمتلكها ، المسافة بين أن تنطق بالألف مليون وأن تمتلكها هي المسافة بين حقائق الإيمان وحلاوة الإيمان ، لكن حلاوة الإيمان ثمنها باهظ ، ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ ، أَنْ يَكُونَ اللَّهُ )) ، يعني في قرآنه ، ورسوله في سنته ((أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا )) عند التعارض ، صفقة فيها الملايين ، لكن البضاعة فيها شبهة ، أو طريقة الكسب فيها شبهة ، تركلها بقدمك ، وتستغني عنها ، عندئذ تذوق حلاوة الإيمان .
أيها الأخوة الكرام : حلاوة الإيمان ثمنها باهظ ، لكن نتائجها رهيبة نتائجها عظيمة .
 أيها الإخوة الكرام ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ في كتابه وَرَسُولُهُ في سنته أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا عند التعارض ، حينما تتعارض مصالحك مع الحكم الشرعي فتؤثر الحكم الشرعي على مصالحك عندئذ تذوق حلاوة الإيمان .
((... وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ )) ، وهو الولاء والبراء ، ((وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ)) .
 لكنني في السبب الخامس أقول : إنه أهم أسباب المحبة الإنسان أيها الإخوة الكرام أنه  مبرمج ومفطور ومجبول في الإنسان أن يحبَّ الكمال والنوال والجمال ، فما من إنسان مِن ستة ملايير إلا ويحب الجمال والكمال والنوال والعطاء ، الله عز وجل أصل كل عطاء ، وكل جمال ، وكل نوال ، فالذي أحب الله أحب الأصل ، والذي أحبَّ ما سواه تعلق بالفرع .
أيها الإخوة الكرام : أعظم أسباب محبة الله عز وجل مطالعة أسماءه الحسنى وصفاته الفضلى ، ومشاهدتها بعين القلب ، فإن لله عز وجل أسماء كلها حسنى ، وصفات كلها فضلى.
أيها الإخوة : المؤمن يطالع جمال الذات ، وجمال الأسماء ، وجمال الصفات ، وجمال الأفعال ، هو أهلٌ أن تحبه ، هو أهل أن تفني شبابك في طاعته ، هو أهلٌ أن تجعله منتهى آمالك ، ومحط رحالك ، هو أهلٌ أن تتقيه ، قال تعالى :
[ سورة المدثر : الآية 56]
أنت مخلوق لمعرفة الله ، وحينما تتجه إلى غيره تحتقر نفسك ، قال تعالى :
[ سورة البقرة : الآية 130]
أنت حينما تتجه إلى غير الله ، أو تتعلق بغير الله تحتقر نفسك دون أن تشعر ، لأن الله عز وجل في بعض الآثار القدسية يقول : ((خلقت لك ما في السماوات والأرض ، ولم أعيَ بخلقهن ، أفيعييني رغيف أسوقه إليك كل حين ؟ لي عليك فريضة ، ولك علي رزق فإذا خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك ، وعزتي وجلالي إن لم ترض بما قسمته لك فلأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية ، ثم لا ينالك منها إلا ما قسمته لك ولا أبالي ، وكنت عندي مذموماً ، أنت تريد ، وأنا أريد ، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد)) .
 أيها الإخوة الكرام : من تأمل صفات الله عز وجل الفضلى وأسماءه الحسنى ، وعاش معها يصل به الأمر إلى حالة كأنه ينظر إلى الرحمن مستوياً عليه على عرشه ، بائناً من خلقه ، يأمر ، وينهى ، يخلق ويرزق ، يميت ويحيي ، يقضي وينفذ ، يعز ويذل ، يقلب الليل والنهار ، يداول الأيام بين الناس ، أحاط بكل شيء علما ، وأحصى كل شيء عددا ، ووسع كل شيء رحمة وحكمة ، وسع سمعه الأصوات باختلاف اللغات ، على تفنن الحاجات ، لا تختلف عليه ، ولا تشتبه ، بل يسمع ضجيجها باختلاف لغاتها على كثرة حاجاتها لا يشغل سمع عن سمع ، ولا تغلطه كثرة المسائل ، ولا يتبرم بإلحاح ذو الحاجات ، سواء عنده من أسر القول ومن جهر به ، ومن هو مستخف في الليل وسارب بالنهار ، لا يشغله جهر من جهر عن سمعه بصوت من أسر ، بل هي عنده كلها بصوت واحد ، كما أن الخلق جميعهم خلقهم ، وبعثهم عنده بمنزلة واحدة ، قال تعالى :
[ سورة لقمان : الآية 28 ]
أحاط بصره بجميع المرئيات فيرى دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، ويرى جناح البعوضة في ظلمة الليل ، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، له الخلق والأمر ، له الملك والحمد ، له الدنيا والآخرة ، له النعمة والفضل ، له الثناء الحسن ، له الملك كله ، وله الحمد كله ، وبيده الخير كله ، لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار ، وعمل النهار قبل الليل ، حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ، يمينه ملآى  لا تغيضها نفقة سحّاء الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ينقص -  ما في يمينه ، لو أن أشجار الأرض كلها من حين وجدت إلى أن تنقضي الدنيا أقلام ، ولو أن البحر يمده من بعده سبعة أبحر فكتبت بتلك الأقلام ، وذلك المداد كلماته لفنيت الأقلام ، ونفذ المداد ، ولم تنفذ كلمات الله ، وكيف تنفذ وهي لا بداية لها ولا نهاية ؟ هو أول بلا ابتداء ، وآخر بلا انتهاء ، لا يفنى ولا يبيد ، ولا يكون إلا ما يريد ، لا تبلغه الأوهام ، ولا تدركه الأفهام ، ولا يشبهه الأنام ، حي لا يموت ، قيوم لا ينام ، خالق بلا حاجة ، رازق بلا مؤونة، مميت بلا مخالفة ، باعث بلا مشقة ، مازال بصفاته قديماً قبل خلقه ، لم يزدد بكونهم شيئاً ، لم يكن قبلهم من صفة ، وكما كان بصفاته أزلياً كذلك لا يزال عليها أبدياً ، ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ، ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري ، له معنى الربوبية ولا مربوب ، ومعنى الخالق ولا مخلوق ، وكما أنه محيي الموتى بعد ما أحيا استحق اسم هذا الاسم قبل إحيائه ، كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائه .
 فإن عاش العبد - أيها الإخوة الكرام - مع أسماء الله تعالى وصفاته ، وعظمت محبته لربه عز وجل ، ولم يؤثر على رضاه شيئاً أبداً ، وإن مزق ، وحرق ، أو قتل ، أو عذب ففي سبيل الله ، مهما كانت هذه الألوان من العذاب .
أيها الإخوة الكرام : محبة الله شيء لا يوصف ، وثمرة يانعة لا تدرك إلا بهذه الأسماء .
أيها الإخوة الكرام : السبب السادس لمحبة الله مشاهدة نعمه الظاهرة والباطنة ، إنّ من يتفكر في عظيم إحسان الله له وما حباه ربه من النعم الظاهرة والباطنة فلابد أن يحب الله عز وجل حباً عظيماً ، منحك نعمة الإيجاد ، منحك نعمة الإمداد ، منحك الهدى والرشاد ، لو أن خللاً أصاب جسمك لأصبحت حياتك جحيماً لا يطاق ، أي خلل في أيّ عضو أو أي جهاز من أجهزتك يجعل الحياة جحيماً لا يطاق ، خلقك في أحسن تقويم ، وكرمك أعظم تكريم ، منحك نعمة الهدى ، وهي من تمام النعم .
أيها الإخوة الكرام : أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمه .
 الآن هناك سبب لمحبة الله ، أن تنكسر بين يديه ، أن تكون ممرغاً لوجهك في أعتابه .
 أيها الإخوة الكرام : كن عزيزاً أمام الخلق ، وذليلاً أمام الخالق ، إن تذللت أمام ربك رفع شأنك ، وأعلى قدرك ، ومنحك السكينة ، ومنحك الوقار ، ومنحك الهيبة ، لذلك أعداء الله عز وجل يتكبرون على الضعاف ، وهم أذلة أمام من هو أقوى منهم ، بينما أحد كبار العلماء وهو الحسن البصري قام بأمانة الدعوى فأغضب الحجاج ، وقال الحجاَّج لمن حوله : والله لأروينّكم من دمه ، وأمر بقتله ، واستدعى السياف ، ومد النطع ، وجيء بالحسن البصري ، فلما دخل ورأى السياف جاهزاً لقتله ، والنطع قد مد حرّك شفتيه بكلام لم يفهمه أحد ، فإذا بالحجاج يقف له ، ويقول : أهلاً بأبي سعيد ، أنت سيد العلماء ، ومازال يدنيه حتى أجلسه إلى جانبه على السرير ، واستفتاه في موضوع ، وأكرمه ، وشيعه إلى باب القصر ، الذي صعق بهذا التصرف الحاجب والسياف ، فتبعه الحاجب ، قال : يا أبا سعيد لقد جيء بك لغير ما فعل بك ، فما الذي قلت بربك حينما دخلت ؟ قال : حينما دخلت رأيت كل شيء قد أعد لقتلي فقلت : اللهم اجعل نقمته علي برداً وسلاماً كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم ، يا مؤنسي عند وحشتي ، يا ملاذي عند كربتي اجعل نقمته علي برداً وسلاماً كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم ، قال تعالى :
[ سورة طه ]
أعلى درجات الإيمان أن تشعر أن الله معك ، ولا يتخلى عنك ، وأنه إذا كان الله معك فمن عليك ، وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا رب ماذا فقد من وجدك ، وماذا وجد من فقدك ؟ انكسر إلى الله ، تذلل إليه ، آته من باب الخضوع ، آته من باب الانكسار ، فهذا الباب ليس فيه ازدحام أبداً ، الشيء الذي لا يصدق أن معظم من يعملون في الحقل الديني يأتون من مكان عالٍ ، يتحدث أحدهم عن ألقابه العلمية ، وعن شهاداته ، وعن مكانته ، وعن قيمته ، وعن خطره في المجتمع ، آت ربك من باب الذل ، آت ربك من باب الخضوع ، آت ربك من باب التواضع ، تذلل لمن تهوى .
أيها الإخوة الكرام : سئل بعض العارفين : أيسجد القلب ؟ قال : نعم يسجد سجدةً لا يرفع رأسه منها إلى يوم اللقاء .
ما من تعريف للعبادة جامع مانع من تعريف ابن القيم رحمه الله قال : " العبادة غاية الحب، وغاية الخضوع " ، العبادة غاية الحب ، وغاية الذل إلى الله ، العبادة غاية الحب وغاية الانكسار ، الانكسار إلى الله عز وجل ، الخضوع إلى الله عز وجل ، أما حينما تخضع لقوي، وتتجبر على ضعيف فهذه صفة اللئام ، يذل أمام الأقوياء ، ويتجبر أمام الضعفاء .
أيها الإخوة الكرام : من أسباب محبة الله عز وجل الخلوة بالله وقت النزول الإلهي ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ : هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ )) .
[ متفق عليه ]
[ سورة السجدة : الآية 16]
[ سورة الذاريات ]
 
[ سورة الإسراء : الآية 78]
 
الخلوة بالله وقت النزول الإلهي .
أيها الإخوة الكرام : مجالسة المحبين ، وهذا سبب خطير ، إنك إذا جالست أهل الدنيا أحببت الدنيا ، إنك إن جالست العصاة اشتهيت المعصية ، وإنك إن جالست المحبين أحببت الله عز وجل ، قال تعالى :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ سورة الكهف : الآية 28]
أيها الإخوة الكرام : قال تعالى :
[ سورة التوبة : الآية 119]
لابد من بيئة مؤمنة تعرفها لابد من أخ مؤمن تصدقه محبتك ويصدق محبته :
[ سورة التوبة : الآية 119]
كأن الله عز وجل يخبرنا أنكم لن تستطيعوا أن تطيعوني إلا إذا كنتم مع من يحبني ، مجالسة المحبين الصادقين .
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)) .
[ متفق عليه ]
لابد من الحمية الاجتماعية ، لابد من أن تصاحب المؤمنين ، لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ، تحتاج إلى بيئة إيمانية إلى بيئة محبين لله عز وجل في جلساتك ، وندواتك ، وسمرك ، وليلك ونهارك ، وعطلتك ، كن مع المؤمنين ، ولا تكن مع الفسقة ، ولا مع المجرمين ، ولا مع الدعاة إلى غير الله عز وجل ، هذا سبب تاسع لمحبة الله عز وجل .
أما السبب الأخير ، وهو السبب العاشر هو أن تبتعد عن كل مخالفة تحول بينك وبين الله ، المعاصي .
محبة أيها الإخوة ، هذه كلمة واقعية ، ولكن المؤمن يرى أن اتصاله بالله ، ورضى الله عنه أغلى من هذه الشهوة ، فيؤثر محبة الله على لذائذ الشهوات ، لذائذ الشهوات تنقضي ، وتبقى تبعاتها ، بينما الطاعات ينقضي جهدها ، وتبقى ثمراتها ، قال تعالى :
[ سورة المطففين : الآية 14]
[ سورة آل عمران : الآية 31]
تعص الإله وأنت تظهر حبه           ذاك لعمري في المقال شنيع
لو كان حبك صادقاً لأطعته            إن المحـب لمن يحب يطيع
هذه أسباب عشرة لجلب محبة الله عز وجل ، وهي بين أيدي جميع المؤمنين ، وهي في استطاعة كل المسلمين ، ولكن البطولة لمن أراد أن يحب الله عز وجل .
أيها الإخوة الكرام : البعد عن مخالطة من لا خير فيه ، وعدم الإكثار من المباحات ، وفضول الطعام والشراب ، والنظر ، والكلام ، وغيرها مما يحول بين العبد وربه .
أيها الإخوة الكرام : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين .
 
*    *      *
 
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صاحب الخلق العظيم ، اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أيها الإخوة : وردتني رسالة طريفة ولطيفة ، وقد تناسب هذا الموضوع ، ولكن من جهة سلبية ، عنوانها احتضار مؤمن ، كيف ينتهي المؤمن ؟ قال : بدأت الذاكرة تنسى أذكار الصباح والمساء لبعد العهد بترديدها ، وبدأ المؤمن يتساهل في السنن الرواتب ، ولم يبقَ إلا على الفرائض ، لا ورد من القرآن يتلى ، ولا ليل يقام ، ولا نهار يصام ، الصدقة يوقفها ، فإن خرجت من الجيب خرجت هزيلة على تسويف أن أختها ستكون أكبر منها ، العمل يستغرق سحابة النهار ، و شفق الغروب ، و ربما بعضًا من نجوم الليل ، العمل الإسلامي يقترب من العمل الحرفي يوماً بعد يوم ، والمؤسسات الدعوية تقصر نشاطها ، وتبدأ مشروعاتها وآمالها حيث يبدأ الدعم ، فإن لم يكن هناك دعم فلا نشاط ولا عمل ، يمر اليوم واليومان ، وربما الأسبوع والأسبوعان ، ولم يستغرق وقت في قراءة جادة ، ينقضي المجلس ، وينصرف الجمع ، وقد أكلوا ملء البطون ، وضحكوا ملء الأفواه ، وربما أكلوا لحم فلان وفلان ميتاً ، وتقصّوا أخبار السلع والسيارات وغرائب الطرائف ، ولم يتذاكروا آية أو حديثاً أو فائدة ، والحضور جميعاً ملتزمون ، ومنهم مؤمنون ، فإن كان ولابد فالجرح والتعديل موضوع مجالس اليوم .
زهد في السنن ، توسع في المباح ، تهاون في المحظور ، لا صلاة ضحى ولا وتر ، و لا تبكير إلى الجمع و الجماعات ، و لا دعاء الخروج و الدخول إلى المنزل ، و لا السواك عند الوضوء والصلاة ، ترف في المطعم والملبس والمركب ، ملاطفة الكفار في كل الأوقات بغرض تأليف القلوب ، على حين لا يجب الحديث معهم عن الإسلام ابتداء لعدم تنفيرهم ، ولكن علينا الدعوة عن طريق القدوة إلى أن يحين الموعد المناسب الذي لا يحين أبداً ، متابعة الأخبار والبرامج والندوات من دون أن نعمل بما فيها ، أهذا مؤمن ؟ أهذا حال مؤمن ؟ أيصلح أن يسمى هذا مؤمناً ؟ هل يمكن أن يؤثر عملاً صالحاً في مجتمعه على حظوظ نفسه ؟
أيها الأخوة الكرام : هذا حال بعض المؤمنين بل حال معظم المسلمين ، فلابد من صحوة علمية وصحوة عبادية وصحوة في العمل ، لابد من تعريف العبادة بأنها طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .
اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ، ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على ما قضيت ، نستغفرك و نتوب إليك ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين ، اللهم بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام ، وأعز المسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، أذل أعداءك أعداء الدين يا رب العالمين ، شتت شملهم ، فرق جمعهم ، خالف فيما بينهم ، اجعل الدائرة تدور عليهم ، اجعل تدميرهم في تدبيرهم يا رب العالمين ، أرنا قدرتك في تدميرهم يا أكرم الأكرمين ، انصرنا على أنفسنا حتى ننتصر لك حتى نستحق أن تنصرنا على أعدائنا يا رب العالمين ، اللهم وفق ولاة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لما تحب وترضى ، واجمع بينهم على خير ، إنك على ما تشاء قدير ، و بالإجابة جدير .
و الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أسباب محبة الله عز وجل ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلس
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» : أسباب محبة الله عز وجل ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
» أسباب البلاء - لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي
» أسباب ضعف العالم الإسلامي لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
» أسباب هلاك الأمم ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
»  أسباب تخلف المسلمين - لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي .



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الأجاويد :: المنتديات الإسلامية :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: