منتديات الأجاويد
الشباب والشهوات  Uo10
منتديات الأجاويد
الشباب والشهوات  Uo10



 
الرئيسيةالبوابةالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
آخر عضو مسجل هو meziane lamri فمرحبا به أهلا وسهلا

شاطر
 

 الشباب والشهوات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
zakia
عضو مميز
عضو مميز
zakia

الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 313
المزاج : متفائلة بغد أفضل

الشباب والشهوات  Empty
مُساهمةموضوع: الشباب والشهوات    الشباب والشهوات  I_icon_minitime2015-11-26, 1:25 pm
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
 
 

بسم الله الرحمن الرحيم

 
الحمد لله نحمده ، ونستعين به ، ونسترشده ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته ، وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله ، سيد الخلق و البشر ، ما اتصلت عين بنظر ، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِ ، وسلم ، وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارض عنا وعنهم ، يا رب العالمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة الكرام ، هذه الخطبة موجّهة إلى كل شاب وشابة يعيشان سن المراهقة ، وإلى كل شاب صالح وشابة صالحة يسعيان لإعفاف نفسيهما ، ويدركان خطورة الشهوة ، وموجهة إلى كل شاب وشابة أطلقا لشهواتهما العنان ، ويبحثان الآن عن مخرج ، وموجهة إلى كل شاب وشابة غافلين لم يستفيقا بعد من وحل الشهوة ، وهذه الخطبة موجهة إلى كل أب وأم يدركان مسؤولية تربية الأولاد ، وموجهة أيضاً إلى كل معلم ومعلمة يعنيهما واقع هذا الجيل ، بمناسبة سعار المستعرة ، والتفلت الأخلاقي ، وأن المرأة تعرض كل مفاتنها في أي مكان ، وفي أي مجال ، في الصحيفة ، وفي المجلة ، وفي الإنترنت ، وفي الفضائيات وفي أي مكان، وأن سعار الجنس وصل إلى درجة لم يسبق لها مثيل .
إلى هؤلاء جميعاً أيها الإخوة الكرام أوجه هذه الخطبة ، نبدأ بالإيجابيات ، لأن الله سبحانه وتعالى يصف أنبياءه العظام أنهم يعبدون الله رهباً ورغباً ، ولابد من التوازن بين الرجاء والخوف .
ثمار العفة أيها الإخوة الكرام لا تقدر بثمن ، من ثمراتها أن صاحب العفة يشعر بالفلاح ، ويسمع ثناء الله عليه ، فالناس عادة يفرحون بثناء البشر والمخلوقين ، ويعتزون بهذا الثناء ، فالطالب أحياناً يفرح بثناء معلمه عليه ، والطالبة تفرح بثناء معلمتها ، وحينما يكون الثناء والتزكية ممن لهم شهرة بين الناس تعلو قيمة الثناء ، فكيف إذا كان هذا الثناء من خالق البشر رب العالمين ؟ وفي الحديث عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَعْجَبُ مِنْ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ )) .
[أحمد في المسند]
مستقيم ، وما من شيء أكرم على الله من شاب تائب .
أيها الإخوة الكرام ،  يقول الله عز وجل :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ سورة المؤمنون ]
أيها الإخوة الكرام ، إن ثناء الله عز وجل لا يعدله ثناء ، إنه شهادة من الله عز وجل ، الله عز وجل في وعده لعبادة المؤمنين بالجنة قال :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ سورة الأحزاب : الآية 35]
ثم يقول :
[ سورة المؤمنون ]
والنبي عليه الصلاة والسلام ، وهو الذي لا ينطق عن الهوى يقول : (( مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ )) .
[البخاري ، الترمذي ، أحمد عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ]
ضبط لسانه ، وضبط طعامه ، أكله من حلال ، وضبط فرجه ، فله الجنة .
أيها الإخوة الكرام ، حينما يعف الشاب عن محارم الله ، وحينما يحفظ جوارحه ينطبق عليه وعد الله بالجنة .
أيها الإخوة الكرام ، اسأل عالماً أمضى وقته وحياته في طلب العلم ، وتعليم العلم ، اسأل عابداً تحمل متاعب العبادة ومشاقها ، اسأل مجاهداً في سبيل الله ، اسأل داعية واصلَ سهر الليل بكد النهار ، وهو يحمل كدّ الدعوة ، اسأل هؤلاء جميعاً : لم يصنعون ذلك ؟ إنهم سيجيبونك إجابةً واحدة : نريد الجنة ، ووجه الله عز وجل ، والشاب الذي يعف عن محارم الله ، والشاب الذي يغض بصره عن محارم الله ، والشابة التي تتحجب فلا تؤذي عباد الله ، هؤلاء جميعاً في نص القرآن الكريم ، ونص السنة النبوية الصحيحة لهم الجنة .
إذاً هم استحقوا ثناء الله عز وجل ، ولا ثناء يعدل ثناء الله عز وجل ، واستحقوا وعد الله عز وجل بالجنة ، والنعيم المقيم ، ولا وعد يعدل هذا الوعد العظيم .
 أيها الإخوة الكرام ، ثمرة ثالثة للعفة : إنها الطمأنينة ، وراحة البال ، راحة البال لا يعرفها إلا من فقدها ، فالذي يسير وراء شهوته المحرمة يعاني عذاباً وجحيماً لا يطاق :
[ سورة طه ]
أيها الإخوة الكرام ، إن الهم الذي يشغل سائر الناس لا يشغل المؤمن ، وإن القلق الذي يعتري سائر الناس لا يعتري المؤمن ، وإن الخوف من المجهول الذي هو ديدن الناس لا يصيب المؤمن :
[ سورة طه : الآية 123]
[ سورة البقرة : الآية 38]
أيها الإخوة الكرام ، من ثمار العفة والاستقامة وغض البصر وضبط الجوارح لذة الانتصار على النفس ، ولئن كان اللاهون العابثون يجدون لذة في ممارسة الحرام فالشاب العفيف والشابة العفيفة يجدان من لذة الانتصار على الناس أعظم مما يجده أصحاب الشهوات ، أصحاب الشهوات في الوحول ، وأصحاب الطاعات في جنات القربات ، وفرق كبير بين أن تكون في جنة القرب ، وأن تكون في وحل الشهوة .
أيها الإخوة الكرام ، أما المخاطر التي تنتظر من انساق وراء شهوته ، يقول الله عز وجل:
[ سورة الفرقان ]
أيها الإخوة الكرام ، وقبل عذاب الآخرة هناك عذاب القبر ، وثمة أحاديث كثيرة صحيحة تؤكد أن الزناة لهم عذاب في القبر قبل عذاب النار .
أيها الإخوة الكرام ، والذي يلفت النظر أن الآيات الكريمة التي تنهى عن الفاحشة تنهى عن الاقتراب من الفاحشة ، لأن طبيعة هذه الشهوة متميزة ، لو بدأ الإنسان بأول الخطوات ، فهذه الخطوات الأولى لابد من أن تقوده إلى النهاية الحتمية ، لذلك قال تعالى :
[ سورة الإسراء : الآية 32]
شيء آخر ، إن الشيطان يجعل من المرأة أهمّ حبائله ، وقد ورد أن النساء حبائل الشيطان، وأنه واثق من هذا الفخ الذي ينصبه للمؤمن :
[ سورة الأعراف ]
هذا فعل الشيطان ، والمرأة هي شبكته الأولى ، فخه الأكبر :
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ )) .
[ البخاري ، مسلم ، الترمذي ، ابن ماجه ، أحمد ]
أيها الإخوة الكرام ،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ سورة آل عمران : الآية 155]
أنت حينما تطاوع الشيطان في خطوة أولى جزئية بسيطة لا تلقي لها بالاً هذه الخطوة الأولى البسيطة يستطيع من خلالها أن ينفذ إليك :
 
[ سورة آل عمران : الآية 155]
أيها الإخوة الكرام ، أنت حينما تمشي في مكان مفتوح ، وتقرأ لوحة مكتوب عليها : ممنوع التقدم ، حقل ألغام ، لا تجد حقداً في نفسك على من وضع هذه اللوحة ، بل لعلك تشكره عليها ، لا ترى أن هذه اللوحة هي حد لحريتك ، بل هي ضمان لسلامتك ، وفرق كبير بين من يفهم حدود الشرع حدوداً لحريته ومن يفهمها ضماناً لسلامته .
أيها الإخوة الكرام ، إن قلب العبد وعاء لا يخلو من محبوب يرجى ، ويخاف فواته ، والضدان لا يجتمعان :
[ سورة الأحزاب : الآية 4]
فإذا امتلأ القلب بحب الشهوات فليس فيه مكان للطاعات ، وإذا امتلأ القلب بحب خالق الأرض والسماوات فليس فيه مكان للشهوات ، يجب أن تعلم علم اليقين أن هذا الوعاء لابد من أن يملأ بصنف واحد ، فإذا ملئ محبة لله عز وجل وانضباطاً له وطاعة له وطلباً لمرضاته فلا مكان فيه للشهوات ، قد يمارس الإنسان الشهوة التي سمح الله بها ، وليس في الإسلام حرمان :
[ سورة طه : الآية 123]
[ سورة القصص : الآية 50]
المعنى المخالف : أنه من يتبع هواه وفق منهج الله عز وجل فلا شيء عليه .
أيها الإخوة الكرام ، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره فلو خير بين رضاه ورضا الله لاختار رضا معشوقه  على رضا ربه ، ولقاء معشوقه أحب إليه من لقاء ربه ، وتمنيه لقربه أعظم تمنيه لقرب ربه ، وهربه من سخطه عليه أشد من هربه من سخط ربه ، يسخط ربه بمرضاة معشوقه ، ويقدم مصالح معشوقه وحوائجه على طاعة ربه " .
[إغاثة اللهفان (2/151) ]
 هذه حقيقة ثابتة ، لأن الله سبحانه وتعالى ما جعل لعبد من قلبين في جوفه ، يقول عليه الصلاة و السلام ، وكأنه معنا ، و هذا الذي ينبئنا به عن علم الغيب ، وعن المستقبل ، وعن آخر الزمان ، وعن أشراط الساعة مما أعلمه الله به ، فالنبي عليه الصلاة و السلام لا يعلن بذاته إلا أن يعلمه الله عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : (( يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا ... )) .
[ ابن ماجه ]
 حينما يقف وزير إيطالي يقول : أنا شاذ جنسياً ، في مؤتمر صحفي ، وحينما يقف وزير الصحة البريطاني ، ويقول : أنا شاذ جنسياً ، وحينما تقف ملكة ، وتقول : أنا زنيت مرات عديدة ، الأولى مع فلان ، والثانية مع فلان ، وحينما يعيَّن سفير لدولة عظمى ، ومعه شريكه الجنسي ، الفاحشة قد ترتكب ، أما حينما تصل إلى درجة قد يعلن عنها ، أن يفتخر بها ، أن توضع إشارة في أذن الشاب على أنه منحرف ، هذا شيء بلغ حداً لا يطاق .
أيها الإخوة الكرام ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : (( يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ ، لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا ، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا ، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ...)) .
[ ابن ماجه ]
ثلاثمئة مليار دولار مودعة في بنوك الغرب جمدت عقب أحداث الحادي عشر من أيلول ،
(( ... إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ )) .
وكأن النبي عليه الصلاة والسلام معنا ، وهذا من إخبار الله له .
أيها الإخوة الكرام ، من بعض الإحصاءات المعتمدة أن مرض الزهري والسيلان في إحصائية عام السابع والسبعين بعد التسعمئة والألف بلغ خمسين مليونًا ، السيلان مئتان وخمسون مليونًا ، في عام واحد وثمانين بلغ المصابون بمرض الهيلبس التناسلي عشرين مليوناً في بلد واحد غربي فقط ، وأخيراً ابتلي العصر بطاعون العصر ، وهو الإيدز ، الذي انتشر بسلسلة هندسية ، ويبلغ الذين ينقل إليهم المرض يومياً على مستوى العالم عشرة آلاف إنسان ، وفي كل دقيقة يصاب ستة أشخاص دون الخامسة بعدوى الإيدز ، وفي عام ألفين لقي ما يقرب ثلاثة ملايين شخص من حاملي هذا المرض مصرعهم في عام واحد ، وقد تسبب الإيدز في إضافة ثلاثة عشر مليوناً من الأطفال إلى قائمة الأيتام ، ويقدر عدد المصابين في عام ألفين بأربعة وثلاثين مليون مصاب في العالم بهذا المرض ، والحقيقة الرائعة أن العالم الإسلامي بسبب تمسكه بأهداب الدين يعد الحزام الآمن الأخضر لهذا المرض .
أيها الإخوة الكرام ، يقول الإمام علي رضي الله عنه : " يا بني العلم خير من المال ، لأن العلم يحرسك ، وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الإنفاق " .
رجل ثري ذهب إلى إيطاليا ، ونزل في أحد فنادقها ، وسمح لنفسه أن يلتقي بامرأة ، فكتبت له رسالة على المرآة : مرحباً بك في نادي الإيدز ، فما كان منه إلا أن انتحر .
أيها الإخوة الكرام ، هذه العقوبات العاجلة في الدنيا ، دققوا في قوله تعالى :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ سورة الروم : الآية 41]
هذا الطاعون طاعون هذا العصر هو بعض الذي عملوا ، لعلهم يرجعون .
أيها الإخوة الكرام ، ما أسباب هذا الفلتان ؟ ما أسباب هذا السعار ؟ ما أسباب هذه الفوضى؟ ما أسباب هذه الإباحية ؟ إنها ضعف الإيمان ، الإيمان أس الفضائل ، ولجام الرذائل، إن الإيمان بالله عز وجل هو الضمانة والوقاية من المعصية ، وهو الصخرة التي تتحطم عليها شهوات النفس الجامحة ، فكلما ضعف إيمان العبد كان أكثر جرأة على محارم الله  ، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن العبد لا يواقع الفاحشة إلا حين يؤتى من ضعف إيمانه ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ... )) .
وأنا حينما أتحدث عن الزنا أقصد به كل مستوياته ، فالعين تزني ، وزناها النظر ، واللسان يزني بالكلام ، واليد تزني باللمس ، وهناك الزنا الأكبر .
أيها الإخوة الكرام ، السبب الأول ضعف الإيمان ، إن أردت أن تتحصن من هذه الانحرافات التي شاعت بين الناس فعليك بتقوية إيمانك ، عليك بلزوم مجالس العلم ، عليك بأن تكون محاطاً بمؤمنين أطهار ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((يَقُولُ لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ )) .
[الترمذي ، وأبو داود ، وأحمد]
السبب الثاني : جليس السوء ، يقول الله عز وجل :
[ سورة الفرقان : الآية 28]
الإنسان عليه أن يقيم أصدقاءه ، ومن يتعامل معهم ، ومن يسهر معهم ، ومن يلتقي معهم ، فإذا كانوا شاردين عن الله عز وجل يزيّنون للإنسان المعصية ، ويبغضون له الطاعة ، فهؤلاء :
[ سورة المائدة : الآية 51]
[ سورة الفرقان : الآية 28]
هذا يقال يوم القيامة .
أيها الإخوة الكرام ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : (( الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ )) .
[ البخاري ، مسلم ، أحمد ]
فانظر من تحب ، هل تحب مؤمناً أم غنياً ؟ هل تحب مؤمناً أم فاسقاً ؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ سورة السجدة : الآية 18]
أيها الإخوة الكرام ، في حديث آخر رواه الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ )) .
[أحمد ]
و في حديث عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ ...)) .
[ البخاري ، مسلم ، أحمد ]
أيها الإخوة الكرام ، حينما تشعر أن هذا الصديق يزيّن لك المعصية ، وأن هذا الصديق ليس ملتزماً ، وأن هذا الصديق يبغضك بالطاعة فلا ينبغي أن تقطعه تدريجياً ، ينبغي أن تقطعه فوراً ، وبشكل جدي ، وإلا كان الهلاك منه .
أيها الإخوة الكرام ، السبب الثالث : هو إطلاق البصر ، إطلاق البصر هو الشرارة التي تثير الغريزة المكبوتة ، إن هذه الصور التي تخزنت في العقل الباطن تكون تحت الشعور بشكل دائم هي التي تحمس الإنسان لارتكاب المعصية ، لذلك قال تعالى :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ سورة النور ]  
أيها الإخوة الكرام ، قال بعض العلماء : النظرة تولد الخاطرة ، والخاطرة تولد الفكرة ، والفكرة تولد الشهوة ، والشهوة تولد الإرادة ، ثم تقوى الإرادة فتصير عزيمة ، ثم يقع الفعل ، هذه السلسلة ، كيف ينتقل الإنسان من نظرة إلى خاطرة ، إلى فكرة ، إلى شهوة ، إلى إرادة ، إلى عزيمة ، إلى فعل ، لذلك الشريف من يهرب من أول خطوة من أسباب الخطيئة ، الله عز وجل يقول :
[ سورة الإسراء : الآية 32]
الإنسان شهوته كأنها صخرة مستقرة في قمة جبل ، فإذا زحزحتها عن مكانها بقصد أن تنحدر في الجبل متراً أو مترين فلابد أن تستقر في قعر الوادي ، فالبطولة أن تبقي هذه الشهوة مكينة في مكانها ، لا أن تزحزحها بقصد حركة بسيطة ، ثم يفاجأ الإنسان أنه وصل إلى الفاحشة الكبرى .
أيها الإخوة الكرام ،  وسبب آخر : هو الوحدة والفراغ ، نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر ، أخطر شيء عند الشباب الفراغ ، إذا ملئ وقت الشاب بدراسة جادة ، باكتساب مهارة عالية ، بنشاط دعوي ، بمطالعة كتاب ، بلقاء مع إخوته الكرام ، حينما يمتلئ الوقت بالإيجابيات يختفي وقت السلبيات .
أيها الإخوة الكرام ، العلاج قوة الإيمان ، هذا العلاج الأول ، أن يكون لك مرجع ديني ،  عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : (( إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ ، قَالُوا : مَهْ ، مَهْ ، فَقَالَ : ادْنُهْ ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا قَالَ : فَجَلَسَ ، قَالَ : أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ ؟ قَالَ : لَا وَاللَّهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ ، قَالَ : وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ ، قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ ؟ قَالَ : لَا وَاللَّهِ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ : وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ ، قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ ؟ قَالَ : لَا وَاللَّهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ ، قَالَ : وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ ، قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ ؟ قَالَ : لَا وَاللَّهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ : وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ ، قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ ؟ قَالَ : لَا وَاللَّهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ ، قَالَ : وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ ، قَالَ : فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ ، فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ )) .
[ أحمد ]
الإنسان إذا كان له مرجع ديني ، له مسجد يرتاده ، له شيخ يثق بعلمه وورعه يسأله ، يستفتيه ماذا أفعل ؟ أما هذا الشارد غير المنضبط هذا يرتكب حماقة تلو الحماقة ، ولا أحد ينصحه ، لذلك لابد من تقوية إيمانك ، لأن الستة آلاف مليون إنسان في الأرض كلهم من دون استثناء يحبون وجودهم ، وسلامة وجودهم ، وكمال وجودهم ، واستمرار وجودهم ، لكنهم يشقون بسبب الجهل ، والجهل أعدى أعداء الإنسان ، والجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به .
أيها الإخوة الكرام ، إذا كنت مع الله كان الله معك :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ سورة الحجر : الآية 42]
[ سورة الأعراف : الآية 201]
أيها الإخوة الكرام ، هل من العقل ، هل يليق بك مؤمنًا أن تتصفح مجلات داعرة ، أو أن تتابع مسلسلات فاجرة ، أو أن تكون ممن يتصل ببرامج ليس فيها إلا عرض مفاتن النساء ؟ مليارات تتجه إلى جيوب من يديرون هذه البرامج ، وأنت لا تشعر ، وأناس يموتون من الجوع .
أيها الإخوة الكرام ، شيء آخر ، الزواج المبكر ، هذا الشاب الذي عنده مأوى من أي نوع، عنده فتاة تعجبه ، ومناسبة له ، وعنده قوت يومه يجب أن يقبل على الزواج ، ذلك لأن حديثاً في الجامع الصغير إذا قرأته يقشعر منه جلدك : (( حق المسلم على الله أن يعينه إذا طلب العفاف )) .
وعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ : بَيْنَا أَنَا أَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : (( مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )) .

[ البخاري ، مسلم ، الترمذي ، النسائي ، أبو داود ، ابن ماجه ، أحمد ، الدارمي ]

يا ترى الصوم عن الطعام والشراب ممكن ، وهذا المعنى المتبادر من الكلمة ، ولكن هناك معنى آخر : أن تبتعد عن المثيرات ، عن طرقات فيها كاسيات عاريات ، مائلات مميلات  ، عن أماكن عامة تعرض فيها المرأة بأبهى زينتها ، عن مجلس يذكر فيه مغامرات الزناة ، أن تعرض عن موضوع ، أو عن عمل ، أو عن مسلسل ، أو عن مشاهدة لمحطة فيها المرأة تظهر بكل مفاتنها ، الصيام يمكن أن يوسع بشكل أو بآخر ، فعليه بالصيام ، والله عز وجل  يقول :
[ سورة النور : الآية 32]
والحديث الصحيح الذي يملأ قلب كل شاب ثقة وأملاً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
 (( ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ ، الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ )) .
 [ الترمذي ، النسائي ، ابن ماجه ، أحمد ]
شيء آخر ، الإنسان حينما يتزوج ، وهو يسعى لهذا الزواج من منكم يصدق أن له عند الله أجراً كبيراً ، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : ... (( قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ يَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ ؟ قَالَ : أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي الْحَرَامِ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ ؟ وَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ )) .
[ مسلم ، أبو داود ، أحمد ]
وأنت حينما تبتغي العفاف ، وقد لا أملك لك الحل ، ولكن الله متكفل لك بالحل حينما تبتغي العفاف ، فإن معونة الله تكون معك ، و إذا كان الله معك فمن عليك .
أيها الإخوة الكرام ، الإنسان حينما يطلق بصره ، ويتوهم إطلاق البصر من الصغائر يقع في كبائر .
أيها الإخوة الكرام ، الصغائر يحتقرها الناس ، ولكن هذه الصغائر من فتنة الشيطان ، إن الشيطان يئس أن يعبد في أرضكم و لكن رضي فيما دون ذلك مما تحقرون من أعمالكم.
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ )) .
[ أحمد ]
أيها الإخوة الكرام ، لا تنس أيها الشاب ، ولا تنسي أيتها الشابة أنكما في معركة دائمة مع عدو لدود يدعوانكما للهلاك في كل سبيل :
[ سورة الأعراف : الآية 17]
لكن المؤمن المعتز بالله ، الملتجئ إلى الله ، هذا المؤمن في حصن حصين :
[ سورة النحل ]
أيها الإخوة الكرام ، الشاب حينما يقع في الصغيرة ، و يكرر الوقوع فيها يستمرئها ، وتهون عليه ، وتصبح جزءاً من عاداته ، الآن يأتي الشيطان فيغريه بالأكبر ، وما يزال الشيطان يغريه من صغيرة إلى أكبر ، ومن كبيرة إلى أكبر حتى يقع في الفاحشة الكبرى :
[ سورة آل عمران : الآية 155]
أيها الإخوة الكرام ، من العلاجات النافعة أن تختار الجلساء من الصالحين الخيار ، عندهم ابتسامة صادقة ، عندهم علم غزير ، عندهم رحمة ، عندهم صدق ، يجب أن تختار إخوانك من المؤمنين الصادقين :
[ سورة الكهف : الآية 28]
ورد في الأثر أن أولياء أمتي إذا رؤوا ذكر الله بهم ، إذا كنت مع المؤمنين كنت في حصن ما دمت معهم ، لذلك عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ قَالَ : (( لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَافَقَ حَنْظَلَةُ ، قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ فَنَسِينَا كَثِيرًا ... )) .
[مسلم]
أنت إذا دخلت بيتاً من بيوت الله ، والتقيت بإخوانك المؤمنين الأطهار تشعر براحة ، وتشعر بسمو لذلك : إن بيوتي في الأرض المساجد ، و إن زوارها هم عمارها ، فطوبى لعبد تطهر في بيته ، ثم زارني ، و حق على المزور أن يكرم الزائر .
أما لو اتخذ الإنسان أصدقاء وخلانًا من الشاردين العصاة المذنبين ينطبق عليه قوله تعالى :
[ سورة الفرقان : الآية 27]
و في آية أخرى :
[ سورة البقرة : الآية 166]
هذه كلها آيات تؤكد أنه لابد من أن تكون مع المؤمنين :
[ سورة التوبة : الآية 119]
أيها الإخوة الكرام ، الإنسان حينما يعف ، وحين يستقيم يشعر بالأمن الحقيقي ، قال تعالى:
[ سورة الأنعام ]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ، الْإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ ، وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ )) .
[ البخاري ، مسلم ، الترمذي ، النسائي ، أحمد ، مالك ]
أيها الإخوة الكرام ، لماذا خصّ النبي عليه الصلاة والسلام الشباب ؟ لأن الشاب مظنة غلبة الشهوة ، لما فيه من قوة الباعث على متابعة الهوى ، وهذا الكلام يشمل الشباب والشابات ، ويقول بعض العلماء في شرح هذا الحديث : المتمسكون بأهداب الشرع في آخر الزمان كأن أحدهم يقبض على الجمر .
أيها الإخوة الكرام ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، و زنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، و اعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين .
 
                                *     *        *
الحمد لله رب العالمين ، و أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صاحب الخلق العظيم ، اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أيها الإخوة الكرام ، لو تتبعنا سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ماذا كان يفعل في اليوم والليلة ؟ هناك من تتبع سيرته ، واستخلص الحقائق التالية :
أولاً : كان عليه الصلاة والسلام يعمل ، وفي إحصاء دقيق جداً أن البلاد المتقدمة بالمقياس المادي فقط ، البلاد التي سيطرت على العالم يعمل فيها كل مواطن ما يزيد على ست ساعات عمل متواصل ، بينما الناس في بلاد متخلفة لا يعملون إلا سبع وعشرين دقيقة فقط في اليوم ، فلو أردنا أن نطبق قوله تعالى :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ سورة الأنفال : الآية 60]
فلابد من أن تعمل ، تاجراً ، موظفاً ، طالباً ، امرأة في البيت ، فلابد من وقت للعمل ، للعمل الذي أسميه أنا الجهاد البنائي ، هناك جهاد نفسي ، جهاد النفس والهوى ، هناك جهاد دعوي :
[ سورة الفرقان : الآية 52]
هناك جهاد بنائي ، أعدوا لهم ، ينبغي أن يكون لك اختصاص ، ينبغي أن تتقن حرفة ، ينبغي أن تكون يدك هي العليا ، ينبغي أن تستخدم المال الذي تكسبه في حل مشكلات المسلمين ، لا ينبغي أن تكون عالة ، لا ينبغي أن تعيش على فتات الآخرين ، ينبغي أن تكون الأول في كل شيء فلابد من وقت تبذله للعمل .
وكان عليه الصلاة والسلام يعبد الله ، يصلي الليل ، فلو أنك عاهدت نفسك أن تصلي ركعتين فقط قبل الفجر ، وأن تقرأ صفحات من كتاب الله ، وأن تذكر الله بالأذكار التي أثرت عن النبي عليه الصلاة والسلام ، وأن تصلي الفجر في جماعة فقد طبقت جانب العبادة في حياة النبي e ، ولابد لك من ساعة تمضيها مع الناس لتمتين العلاقة بهم إما مع زوجتك ، أو مع أولادك ، أو مع أقاربك ، أو مع جيرانك ، أو مع زملائك ، أو في مسجد ، أو في دعوة ، هذا أيضاً وقت ، ولابد من وقت تقوم به جسمك ، المسلمون يدفعون مبالغ فلكية لمعالجتهم من الأمراض التي أهملوا الوقاية منها في شبابهم ، فلو أن الإنسان كما يقال في بعض الكتب النفسية : إن ثلاثة أشياء ما من واحدة منها إذا اختلت إلا وأثرت في الجانبين الآخرين ، علاقتك بربك ، وعملك ، وصحتك ، وينبغي أن نضيف أسرتك ، أربعة مرتكزات في حياة الإنسان ، أيّ خلل بواحدة انعكس على الجوانب الأخرى ، علاقتك بربك ينبغي أن تكون عامرة بطاعتك له ، وأدائك للعبادة ، وعملك الصالح ، وعلاقتك بأسرتك ، فالآخرون أنت لهم، وغيرك لهم ، أما أهلك فمن لهم غيرك ؟ هذه الثانية ، وصحتك قوام عملك الصالح ، و رزقك قوام كرامتك .
إذاً حينما تعتني ، حينما تنظم الوقت بين عمل جاد بنائي تحصل فيه رزقاً ، تكون فيه يدك هي العليا ، وبين عناية بالصحة التي هي وعاء العمل ، و بين عناية بالعلاقات الاجتماعية من دعوة إلى الله ، وأمر بالمعروف ، ونهي عن المنكر ، وصلة للرحم ، و بين أن يكون لك رزق تكسبه ، وتمرينات تجريها كي يبقى جسمك عماد حياتك .
أيها الإخوة الكرام ، إني داع فأمنوا : اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ، ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على ما قضيت ، نستغفرك و نتوب إليك ، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت ، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين ، اللهم بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام ، وأعز المسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، أذل أعداءك أعداء الدين يا رب العالمين ، شتت شملهم ، فرق جمعهم ، خالف فيما بينهم ، اجعل الدائرة تدور عليهم يا رب العالمين ، اللهم أرنا قدرتك بتدميرهم كما أريتنا قدرتهم في تدميرنا يا رب العالمين ، إنك سميع قريب مجيب الدعاء .
 
 

الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هذيان
مشرف
مشرف
هذيان

الدولة : تونس
عدد المساهمات : 132

الشباب والشهوات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشباب والشهوات    الشباب والشهوات  I_icon_minitime2015-11-28, 12:05 pm
بارك الله فيك موضوع رائع1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشباب والشهوات
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الأجاويد :: المنتديات الإسلامية :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: