منتديات الأجاويد
وعد المؤمنين بالنصر إذا استقاموا على أمـر الله *تسليح أولادنا بالعلم و الإيمان، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي Uo10
منتديات الأجاويد
وعد المؤمنين بالنصر إذا استقاموا على أمـر الله *تسليح أولادنا بالعلم و الإيمان، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي Uo10



 
الرئيسيةالبوابةالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
آخر عضو مسجل هو meziane lamri فمرحبا به أهلا وسهلا

شاطر
 

 وعد المؤمنين بالنصر إذا استقاموا على أمـر الله *تسليح أولادنا بالعلم و الإيمان، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
zakia
عضو مميز
عضو مميز
zakia

الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 313
المزاج : متفائلة بغد أفضل

وعد المؤمنين بالنصر إذا استقاموا على أمـر الله *تسليح أولادنا بالعلم و الإيمان، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي Empty
مُساهمةموضوع: وعد المؤمنين بالنصر إذا استقاموا على أمـر الله *تسليح أولادنا بالعلم و الإيمان، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي   وعد المؤمنين بالنصر إذا استقاموا على أمـر الله *تسليح أولادنا بالعلم و الإيمان، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي I_icon_minitime2015-08-19, 2:10 pm
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نحمده ، ونستعين به ، و نسترشده ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته ، وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله ، سيد الخلق و البشر ، ما اتصلت عين بنظر ، أو سمعت أذن بخبر ، اللهم صلِ وسلم ، وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ، وعلى ذريته ، ومن والاه ، ومن تبعه إلى يوم الدين ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، و انفعنا بما علمتنا ، و زدنا علماً ، و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه ، و اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة و العلم ، و من وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الإخوة الكرام ، ألمْ يخطر ببالكم حينما تقرؤون آيات كثيرة تعد المؤمنين بالنصر ، وبالتأييد  بالتوفيق :

[ سورة الروم : الآية 47]

[ سورة الصافات : الآية 173]

[ سورة غافر : الآية 51]

[ سورة النور : الآية 55]

[ سورة النساء : الآية 141]
ألم يخطر ببالكم وأنتم تقرؤون هذه الآيات أن واقع المسلمين على عكس مضامين هذه الآيات ؟ لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً ، لهم علينا ألف سبيل وسبيل :

[ سورة الصافات : الآية 173]
الواقع لا يؤكد هذه الحقيقة .
أيها الإخوة الكرام ،  كيف نوفق بين وعود الله للمؤمنين ، و التي زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، و بين هذا الواقع الذي لا نحسد عليه ؟ و اللهِ لسنا مستخلفين ، و لسنا ممكنين ، و لسنا آمنين ، كل يوم هناك تهديد ، كل يوم هناك تفنيد لمنهجنا وقرآننا ، كل يوم هناك استفزاز .
أيها الإخوة الكرام ، تأتي خمسين محطة فضائية لتصور امرأة تخطب ، هذا استفزاز ما بعده استفزاز ، ليس على المرأة في ثوابت الدين صلاة الجمعة فضلاً عن أن تخطب في الرجال .
أيها الإخوة الكرام ، كيف تتوازنون ؟ كيف يهدأ لكم بال ؟ كيف نفعل بهذه الآيات ؟

[ سورة النساء : الآية 87]

[ سورة التوبة : الآية 111]
و كيف نفسر واقع المسلمين ؟
أيها الإخوة الكرام ، إن مقارنة سريعة يقوم بها أي عاقل بين واقع الفرد المسلم اليوم ، و بين المسلم في عصور ازدهار الإسلام ، هناك بون شاسع و مفارقة حادة لا تحتاج إلى عميق نظر ، و لا إلى إدراك فكر ، المسلم اليوم أفخر ملبساً ، وأدسم مطعماً ، و أرفه مركباً ، و لكنه من حيث الخصائص الروحية أقلّ فؤاداً ، و أضعف وازعاً ، هناك ضعف في إيمانه ، هناك ضبابية في رؤيته ، هناك ضعف في يقينه ، هناك ضعف في التزامه ، هناك تطلع إلى ما عند الآخرين .
أيها الإخوة الكرام ، و لو وازنا المجتمعات الإسلامية في عصور الازدهار والمجتمعات اليوم ، المسلمون كانوا أمة قائدة لا مقادة ، متبوعة لا تابعة ، دافعة لا مدفوعة ، يدها هي اليد العليا ، و ليست السفلى ، بل كانت أمة العدل و القسط ، لها ألقاب مملكة قد وضعت موضعها ، و لم تكن يوماً كمثل السنور يحكي انتفاخاً صولة السبع ، أو كمثل جمل قد استنوق ، أو بغاث قد استنسر ، تشبه بالنسر ، لم يصل بها الحد إلى ضرب من قلب المعايير ، كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً ؟
أيها الإخوة الكرام ، ويتكلم بالرويبضة ، شباب صغار حديثو السن يعطون ألقاباً كبيرة ، و كأنهم علماء كبار ، متى كان الذي يقص الشعر طبيباً ؟ متى كان الذي يقوم بعمل عادي قمة في البراعة والعلم ؟ متى يكون من يقود المركبة مهندساً ؟ هكذا ألقاب كبيرة ، شهادات عريضة ، مظاهر فخمة ، المضمون ضعيف ، المضمون في تخلف ، المضمون في تمزق ، المضمون في ضعف .
أيها الإخوة الكرام ، لذلك الآلام كثرت ، و الجراحات نكست ، و استبيحت الحرمات ، فتجرعت المجتمعات جراحها في صياصيها ، و قذف في قلوب أبنائها الرعب ، كان عليه الصلاة و السلام يقول : (( نصرت بالرعب مسيرة شهر )) .
[البخاري]
حينما تركت أمته منهج الله ، و تركت أحكام القرآن هزمت بالرعب مسيرة عام .
أيها الإخوة الكرام ، يأتيها الموت ، وهي لا تسيغه ، يأتيها من كل مكان ، إنها تدعى إلى الاستكانة ، و الاستجداء دعاً ، و تؤز من قبل أعداء الإسلام أزاً ، إنها تعترف مكرهة مقهورة مستسلمة بأن حقها باطل ، و أن باطل غيرها حق على تخوف و مضض ، هذه الحقيقة المرة يجب أن نقبلها ، لا لنقفز عليها ، بل لنواجهها ، احرص أن تكون الحقيقة هي هدف كل إنسان ، هذا الواقع المؤلم لمجتمع المسلمين ، هم في حالة إحباط ، في حالة ضعف ، و الله الذي لا إله إلا هو أنا لست متشائماً ، لكن لابد كي يكون النصر و التفوق ، و التأييد من الله ، لابد من ثمن باهظ ، و نحن ندفع هذا الثمن .
أيها الإخوة الكرام ، هذا الذي حصل لم يحصل فجأة ، لم يكن طفرة بلا مقدمات ، إنما هو نتيجة طبيعية لخلل قديم ومديد ، قد كان بادياً لكن وسط الرماد ، أمة الإسلام لم تستلم النصح إلا في ضحى الغد .
ليس غريباً أيها الإخوة أن نكون كذلك ، لأن هناك مقدمات قد أدت لهذه النتائج ، و لكن الغريب كل الغريب أن تضع الأمة كل أنواع الاستفهام على مسامعها ، ثم لا تهتدي إلى الصواب .
آلاف الأسئلة ، آلاف الاستفهامات ، و في النهاية لا تهتدي إلى الصواب .
أيها الإخوة الكرام ، البطولة أن تكون شجاعاً ، دعك من هموم الأمة أنت كإنسان ، كفرد يجب أن تشعر بما تعاني ، يجب أن تحدد المشكلات ، يجب أن تفكر بحل لها ، يجب أن تخطط ، يجب أن تحاول أن تنهض مما أنت فيه ، يجب أن تشيع النجاح فيمن حولك .
أيها الإخوة الكرام ، من المعلوم يقيناً أن الله كتب على نفسه النصر لرسله ولأوليائه ، وحينما تأتي كلمة كتب في آية هذا أعلى أنواع التأكيد ، لأن الله لا يكتب ، لكن ليطمئننا :

[ سورة المجادلة : الآية 21]
كتب الله على نفسه أن ينصر رسله و المؤمنين ، فإن لم ينصرهم فنحن في مشكلة كبيرة .
أيها الإخوة الكرام ، مرة ثانية ، قال تعالى :


[ سورة مريم : الآية 59]
ولقد لقينا ذلك الغي ، لقد أجمع العلماء أيها الإخوة على أن إضاعة الصلاة لا يعني تركها ، ولكن يعني تفريغها من مضمونها ، فليس كل مصلٍّ يصلي ، إنما  أتقبل الصلاة ممن تواضع  لعظمتي ، و كف شهواته عن محارمي ، و لم يصر على معصيتي ، و أطعم الجائع ، و كسا العريان ، و رحم المصاب ، و آوى الغريب ، كل ذلك لي ، و عزتي و جلالي إن نور وجهه لأضوء عندي من نور الشمس ، على أن أجعل الجهالة له حلماً ، و الظلمة نوراً ، يدعوني فألبيه ، يسألني فأعطيه ، يقسم عليّ فأبره ، أكلأه بقربي و أستحفظه ملائكتي ، مثله عندي كمثل الفردوس لا يمس ثمرها ، و لا يتغير حالها .
إذاً كورقة عمل أولى يجب أن نحكم اتصالنا بالله عز وجل ، و سوف أنبئكم بحقيقة صارخة : لا يمكن أن نُحكم اتصالنا بالله عز وجل إلا إذا استقمنا على أمره :

[ سورة البقرة : الآية 45]
الذي خشع لله ، و استقام على أمره ، و انقاد لمنهجه تغدو عليه الصلاة يسيرة ، أما إن لم يستقم على أمره ، و لم ينصع لمنهجه ، إنها لكبيرة ، أي صعبة إلا على الخاشعين ، فأول ورقة عمل أن نحكم اتصالنا بالله ، و إقامة الصلاة بالمعنى العميق لا يعني أن تقول : الله أكبر الله أكبر ، أن تقيم استقامة قبلها حتى إذا دخل وقت الصلاة ، إنك تثق أن الله راض عنك ، أما إذا كان هناك مخالفات و تقصيرات ، و تجاوزات و أكل مال حرام ، و أيمان كاذبة و إطلاق بصر ، و اختلاط و دغدغة العواطف ، بما يستجد في العصر ، فإذا ذهبت لتصلي رأيت حجاباً بينك و بين الله .
أول ورقة عمل إحكام الاتصال بالله ، لأن الصيام من أجل الصلاة ، و لأن الحج من أجل الصلاة ، و لأن الزكاة من أجل الصلاة ، و لأن كلمة التوحيد من أجل الصلاة ، و لأن الصلاة من أجل الصلة .
أيها الإخوة الكرام ، الورقة الثانية :


[ سورة مريم : الآية 59]
و قد ورد في القرآن الكريم أن الله عز وجل  حينما قال :

[ سورة الشعراء]
أي قلب سليم ، ما معنى القلب السليم ؟ ما تعريف القلب السليم ؟ هو القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله ، و القلب السليم هو القلب الذي لا يقبل خبراً يتناقض مع وحي الله ، و والقلب السليم هو القلب الذي لا يحتكم إلا لشرع الله ، والقلب السليم هو القلب الذي لا يعبد إلا الله .
الورقة الثانية : أن نصلح قلوبنا بالإقبال على الله ، أن نحكم اتصالنا بالاستقامة قبل الصلاة ، و أن نحكم هذا الاتصال بالعمل الصالح الذي ينمي علاقتنا بالله عز وجل .
أيها الإخوة الكرام ، و الحقيقة المرة التي تليها قال تعالى :

[ سورة النور : الآية 55]
إن لم يمكن لنا هذا الدين ما تفسير ذلك ؟ وعد الله ، وعد الله بتمكين هذا الدين ، فإن لم يمكن معنى ذلك أنه لم يرتضه لنا ، فهمنا لهذا الدين ، تعاملنا معه ، أن نأخذ منه ما يريحنا ، و نهمش ، و نتجاهل ما يحتاج إلى جهد و مشقة .
أخطر اتجاه أيها الإخوة الكرام ، الاتجاه الانتقائي ، أن تأخذ ما يعجبك ، و أن تهمل ، و أن تهمش ما لا يعجبك ، هذا الاتجاه الانتقائي يتوافق مع مصلحة الإنسان ، و مع رغباته ، و مع شهواته ، إنه لا يعبد الله ، و لكن يعبد ذاته ، فلذلك يبدو أن الله عز وجل  حينما لم يمكن لنا هذا الدين في الأرض ، لأن فهمنا لهذا الدين لا يرضي الله ، و لأن تطبيقنا لهذا الدين لا يرضي الله ، و لأن تعاملنا مع هذا الدين لا يرضي الله :

[ سورة النور : الآية 55]
هذا التمكين مشروط بقيد هو الصفة :

[ سورة النور : الآية 55]
أي دين وعد بتمكينه ؟ الذي ارتضى لهم .
ورقة العمل الثانية : يجب أن نحاول جرد تصوراتنا عن الكون و الحياة ، و الإنسان ، عن حقيقة هذا الدين .
إخوانا الكرام ، مرة اضطررت أن ألقي خطبة في مكان ، لأن المناسبة مؤلمة جداً ، قلت : يمكن أن تقف خطيباً ، و أن تتكلم بأفصح لغة ، و أن تأتي بأصح دليل ، و أن تحلل أعمق تحليل ، و أن يشده الناس بخطابك ، و أن يعجبوا ببيانك ، و أنت لا تعرف الله إطلاقاً ، تعرفه إذا استقمت على أمره ، تعرفه إذا خفت منه ، تعرفه إذا أيقنت أنك في قبضته ، تعرفه إذا علمت أنه يعلم ، و سيحاسب ، و سيعاقب ، لذلك ورد : " أن ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام " .
أيها الإخوة الكرام ،

[ سورة الأنعام ]
قلت لكم مراراً : هذه الدنيا تصلح بالعدل و الكفر ، و لا تصلح بالإيمان و الظلم ، نظام الدنيا نظام خاص ، الذي يحسن إدارتها ، و يحقق العدل فيها يتسلمها ، أي جهة تدفع ثمن امتلاكها تمتلكها ، أنا لا أمدح الطرف الآخر إطلاقاً ، و لكن لا أستطيع أن أحتمل ظلماً في البيت ، ظلماً في المحلات ، ظلماً في توزيع المال ، أيها الإخوة الكرام .
حقيقة دقيقة جداً :

[ سورة النور : الآية 55]
لا يمكن هذا الدين إلا إذا ارتضاه ، هو دينه كيف لا يرتضيه ، فهمنا للدين لا يرضي الله ، تعاملنا مع الدين لا يرضي الله ، ما قولكم بإنسان عنده مسبح مختلط يقيم فيه مولد ، و يدعو بعض الدعاة ، و تلقى الكلمات ، و ينشد النشيد ، و يثنى على صاحب الدعوة ، و المسبح مختلط ؟
الآن أيها الإخوة الكرام ، الأوراق مختلطة ، هناك مكان فيه الفسق و الفجور ، تجد فتيات محجبات ، أي حجاب هذا ؟ هل هذا مكان هؤلاء الفتيات ؟
يا أيها الإخوة الكرام ، الأوراق مختلطة في أشد الأماكن هبوطاً تجد المحجبات ، كيف ؟ كلها معاصٍ و آثام ، هل بيوتنا إسلامية ؟

[ سورة النور : الآية 55]
ما لم يرتض الله فهمنا للدين ، و تطبيقنا له ، و عرضنا له فالله لن يمكنا ، هذا ليس تشاؤماً ، و لكنها الحقيقة المرة التي هي أفضل ألف مرة من الوهم المريح .
أيها الإخوة الكرام ، شيء دقيق ، و هو أن لله سنناً و قوانين لا تبدل ، و لا تغير ، و لا تعدل ، و لا تجمد ، و لا تلغى ، و لا تطور ، لابد من أن تقيم الإسلام في نفسك أولاً ، و في بيتك ثانياً ، و في عملك ثالثاً ، حتى يرضى الله عنك ، يمكن أن تكون لك ثقافة إسلامية ، يمكن أن يكون لك اختصاص في الطب ، و المريض لا يعنيه مدى التزام بأوامر الدين ، يعنيه علمك فقط ، في أية حرفة لا يعني التعامل معها إلا المعلومات ، إلا في جانب الدين فلابد من أن تكون هناك مصداقية بين ما تقول و ما تفعل .
يا أيها الإخوة الكرام ، تكاد القدوة تكون أكبر مؤثر في الدعوة ، القدوة قبل الدعوة ، و الإحسان قبل البيان ، والمضامين قبل العناوين ، والمبادئ قبل الأشخاص ، هذه حقيقة الدعوة إلى الله عز وجل  أيها الإخوة .
شيء آخر :

[ سورة الرعد : الآية 11]
نحن غيّرنا في حقبة من الحقب ، استوردنا من الشرق و من الغرب ، بدأنا بالشرق ، و الآن انتهينا بالغرب ، و مهما استوردنا من مناهج من صنع البشر فإنها ستزيد تخلفنا ، و تزيد إحباطنا ، و تزيد يأسنا ، و لكن ينبغي أن نغير من الداخل ، لا أن نأتي بنظم و مناهج من الشرق و الغرب.
أيها الإخوة الكرام :

[ سورة الرعد : الآية 11]
إن لم نغير فالله لا يغير ، لو دعوناه ليلاً و نهاراً ، لو فعلنا كل شيء شكلي ، من دون أن نغير الله لا يغير هذه الحقيقة .
أيها الإخوة الكرام ،  لئلا نقع في إحباط ـ المسلمون محبطون ـ مهما قوي عدونا ، مهما تفنن في صنع السلاح من قنبلة ذرية ، إلى قنبلة نووية ، إلى قنبلة هيدروجينية ، إلى قنبلة انشطارية ، إلى قنبلة ذكية ، إلى قنبلة عنقودية ، إلى قنبلة حارقة خارقة ، إلى أقمار صناعية ، إلى بوارج ، إلى حاملات طائرات ، مدينة تمخر عباب البحار ، الله عز وجل  يقول :

[ سورة إبراهيم : الآية 46]
إله عظيم يصف ، مكرهم بأنه يزيل الجبال ، و الله عز وجل  يقول :

[ سورة إبراهيم : الآية 47]
على الرغم من كل هذه القوى ، و من هذه الغطرسة ، و هذا التكبر ، و هذا العلو في الأرض .
أيها الإخوة الكرام ، و لكن دققوا ، أُشهد الله أن في آية كلمتين ليس غير فيهما خلاص المسلمين :

[ سورة آل عمران : الآية 120]
كل إعدادهم :

[ سورة الأنفال : الآية 36]
و حينما يتولى الله بذاته أن ينتقم منهم فالشواهد لا تعد و لا تحصى ، حينما يتدخل الإله مباشرة في ردعهم الشواهد لا تعد و لا تحصى .
أيها الإخوة الكرام ، و لكن اسمحوا لي بهذه الكلمة ، و لعلها قاسية : المعصية مع الصبر طريق إلى القبر ، العوام لهم كلمات كثيرة ، المعصية مع الصبر طريق إلى القبر ، قهر ثم الموت لكن الطاعة مع الصبر طريق إلى النصر :

[ سورة آل عمران : الآية 120]
و الله زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق مضامين هذه الآيات ، كلام خالق الكون ، كلام من بيده كن فيكون ، كلام من يدير كوناً :

[ سورة الزمر : الآية 67]

[ سورة الزخرف : 84]

[ سورة الكهف : الآية 26]

[ سورة هود : الآية 123]
هذه حقائق التوحيد :

[ سورة الشعراء : الآية 213]
أحد أكبر أسباب العذاب أن المسلمين وقعوا في الشرك الخفي ، لا أقول : وقعوا في الشرك الجلي ، وقعوا في الشرك الخفي ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام  يقول : (( أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي ، أما إني لست أقول إنكم تعبدون صنماً و لا حجراً و لكن شهوة خفية و أعمال لغير الله )) .
[ورد في الأثر]
قد يقول قائل : ماذا نفعل نحن رواد هذا المسجد ؟ بإمكانك أن تفعل كل شيء ، يكفي أن تقيم الإسلام في بيتك ، و في عملك ، لتكون مع أخيك منطلقاً لقوة المسلمين .
و الله مرة طفل صغير أظنه في الابتدائي عقب درس من الدروس سألني : ماذا أفعل أنا ؟ قلت له : اجتهد ، و تفوق ، فهذا التفوق أكبر خدمة لأمتك الإسلامية .
إخواننا الكرام ، الموقف السلبي المتفرج المتتبع للأخبار الناقم المعلق ، هو لا يفعل شيئاً ، و لا يسهم في حل مشكلة ، و لا في تزويج شاب ، و قد يملك ملايين مملينة ، و الشباب على وشك الانحراف ، و الفتيات في سوق الزواج كاسدات ، و الفتاة ساعتئذ تيأس فتتبرج ، و تبرز مفاتنها فلعلها تتزوج .
أيها الإخوة الكرام ، هناك من لا يفعل شيئاً ، هناك من هو عبء على المسلمين يتكلم ، وينتقد ، و يحلل ، و يفسر ، و يعلق ، و له آراء صائبة ، و لكن لا يفعل شيئاُ .
و الله الذي لا إله إلا هو لا أتمنى إلا أن نوقف الكلام كلياً ، أصبح الإسلام ظاهرة صوتية ، ائت بمسجلة ، و ارفع صوتها إلى أعلى مستوى ، و اسحب مأخذ الكهرباء ينتهي كل شيء ، هذا هو الإسلام اليوم ، فكل إنسان أيها الإخوة الكرام عليه بنفسه ،
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها       فإذا انتهت عنه فأنت حكيم .
على كل ، لو أن الإنسان استقام على أمر الله ، و لم يتحقق النصر الجماعي نجا من بلاء الدنيا و عذاب الآخرة ، أما هذا فقد أدى الذي عليه ، لا تعبأ بالنتائج ، فاستقم على أمر الله ، لا تنظر إلى صغر الذنب ، و لكن انظر على من اجترأت .
أيها الإخوة الكرام ، الكلام ذو شجون ، و مآسينا كثيرة ، و يحيط بنا أخطار كبيرة ، والعدو الأكبر يتربص بنا الدوائر ، يتفنن في إلحاق الأذى بنا .
أيها الإخوة الكرام ، كنت أقول : إن علاقتنا مع أعدائنا كذئب التقى مع حمل في حمام ، بلاط ، و ماء ، و لا أثر للغبار ، يقول الذئب لهذا الحمل : لقد غبرت علي ، يقول له : أين الغبار ، ماء ، و بلاط ، تعال كلنِ ، وانتهى الأمر ، كلام ليس له أصل ، كلام فيه افتراء ، كلام فيها تجلٍّ ، أسأل الله عز وجل أن يحفظ بلادنا من كل سوء ، أن يحفظها من كل مكروه ، أن يحفظها من التشتت و من التشرذم و من التبعثر .
أيها الإخوة الكرام ،  نحن في أمسّ الحاجة إلا أن نعتصم بالله عز وجل ، في أمسّ الحاجة إلى أن نصلح أنفسنا ، و أن نصلح من حولنا .
أقول قولي هذا ، و أستغفر الله العظيم لي و لكم ، فاستغفروه يغفر لكم ، فيا فوز المستغفرين ، أستغفر الله .

                               *   *    *

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أيها الإخوة الكرام ، نحن على مشارف عام دراسي جديد ، و ما من بيت إلا و فيه طلاب في المرحلة الابتدائية ، أو الإعدادية ، أو الثانوية الجامعية .
أيها الإخوة الكرام ، ربنا جل جلاله يقول :

[ سورة الأنفال : الآية 60]
الآن قوة العلم هي أول قوة ، هؤلاء الذين جهدوا لمئتي عام فتفوقوا في كل شيء ملكوا ناصية العالم ، ففرضوا إباحيتهم و انحرافهم ، و انحلالهم على كل الشعوب ، و الدليل : اصعد إلى قاسيون ، و انظر إلى الصحون ، ماذا عليها ؟ هذا الغزو الثقافي ، كنت أقول دائماً : إنهم كانوا في الحروب التقليدية يجبروننا بالقوة المسلحة على أن نفعل ما يريدون ، لكنهم الآن اختاروا سلاحاً فتاكاً ليس ذا كلفة ، اختاروا المرأة لتكون السلاح الفتاك ، إنهم يجبروننا بالقوة الناعمة على أن نريد من يريدون .
أيها الإخوة الكرام ، لابد من العلم ، و لابد من الإيمان ، لذلك لم يبق في أيدينا من ورقة رابحة إلا أبناؤنا ، فلابد من أن تسلح ولدك بالعلم و الإيمان ، و إياك أن تتوهم أنه يكفي أن يتعلم ، قد يتعلم و يكفر ، قد يتعلم و يتزندق ، لابد من أن تحرسه بالعلم و الإيمان .
إخوانا الكرام ، مثل أردده كثيراً هذه العين ، لو فحصت عينيك عند طبيب عيون فالنتيجة اثنتي عشرة من عشر ، لا قيمة لهذه العين مهما تكن رؤيتها دقيقة إلا بضوء يتوسط بينها و بين الأشياء ، و إلا في غرفة مظلمة يستوي الأعمى و البصير .
قس على العين العقل ، هذا العقل لا يمكن أن يحل مشكلة من دون وحي الله ، يتوسط بينه و بين المشكلات ، فإذا انفرد الإنسان بعقله ، و استغنى عن وحي السماء ، اسمع قوله تعالى :

[ سورة المدثر ]
فكما أن الضوء وسيط بين العين و بين الأشياء كذلك وحي الله وسيط بين العقل و بين المشكلات ، لا تحل المشكلات إلا في ضوء منهج السماء ، هذه الحقيقة التي تغيب عن معظم المثقفين ، هذه الحقيقة التي تؤمن تارة بالشرق فتصاب بالإحباط الشديد ، و تارة بالغرب ، ألم يكن الغرب قبل الحادي عشر من أيلول حضارة ملء السمع و البصر ؟ ما الذي حصل ؟ أصبح قوة غاشمة ، و سقط الغرب كحضارة ، ألم يئن أن نعود إلى منهج الله الذي به أعزنا الله ؟ إلى متى نستورد المذاهب و النظريات ؟
أيها الإخوة الكرام ، نحن في أمسّ الحاجة إلى أبنائنا ، كيف نواجه القنبلة الذرية ؟ قلت مرة : بقنبلة الذُرية ، الصغار رأسمالنا ورقة رابحة بأيدينا ، هيئ لهم أجواء جيدة ، أعنهم على طلب العلم ، اجعلهم أعلاماً في المستقبل فلعل الأمة تنهض بهم ، لا تستصغر ولدك ، قد يكون عالماً كبيراً ، و قد يكون مصلحاً كبيراً ، و قد يكون داعية كبيراً ، أما أن تستجيب له إن لم ينجح تستجيب له ، و تأمره بترك الدراسة ، و تجعله جاهلاً ، أنا أقول : هذه جريمة بحق الولد ، الولد يميل إلى الراحة ، فإذا وجدت صعوبة في تحصيله الدراسي قد ترتاح من هذا ، و تدفعه إلى مصلحة ، و عندئذ يتحكم صاحب المصلحة به ، قد يستخدمه أبشع استخدام .
ابنك زادك إلى الله ، ابنك أعظم عمل لك ، ابنك خير كسبك ، و العام الدراسي على الأبواب ، يجب أن نعتني بأولادنا ، هذه رسالة :

[ سورة الأنفال : الآية 60]
أعدوا لنا و لم نعد لهم .
اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ، ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على ما قضيت ، نستغفرك و نتوب إليك ، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت ، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، وصلى اللهم على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .

و الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وعد المؤمنين بالنصر إذا استقاموا على أمـر الله *تسليح أولادنا بالعلم و الإيمان، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الحب في الله والحب مع الله ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
» : أسباب محبة الله عز وجل ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
» قوة المؤمن لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
»  مولد النبي لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
»  البيت المسلم ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الأجاويد :: المنتديات الإسلامية :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: