بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ، ونستعين به ، و نسترشده ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته ، وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله ، سيد الخلق و البشر ، ما اتصلت عين بنظر ، أو سمعت أذن بخبر ، اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وأصحابه ، وعلى ذريته ، ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه ، و اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة الأكارم ، منطلق هذه الخطبة أن رسالة وصلتني من بلد إسلامي عربي يسألني أنا وخمسمئة من يعمل في حقل الدعوة عن أسباب ضعف العالم الإسلامي .
أعددت بعض الأجوبة ، وأردت أن أعرضها عليكم ، وهذا من باب التفكير المسموح ، أنا أفكر : ما أسباب ضعف المسلمين ؟
أيها الإخوة الكرام ، العالم الإسلامي اليوم في مجموعه قطعاً ليس كما كان في عصور ازدهاره ، وليس كما ينبغي أن يكون ، وهو يحمل الحق من السماء ، وليس كما نتمنى ، فأين الخلل ؟ ما من مجلس في العالم الإسلامي إلا ويطرح فيه هذا الموضوع ، هذا الإحباط الذي نحن فيه ، هذا التردي الذي وقع به المسلمون ما سببه ؟
أيها الإخوة الكرام ، حينما نتحدث عن الخلل لا نقصد بلداً إسلامياً بعينه ، بل نقصد جميع بلدان المسلمين ، وجميع الشعوب الإسلامية التي تعد أكثر من مليار وثلاثمئة مليون مسلم ، نحن في أي جلسة نجلسها دون أن نشعر نجلد ذواتنا ، نتحدث عن أخطائنا ، عن مشكلاتنا ، عن ضعفنا ، هذا سماه بعض المفكرين اليوم جلد الذات .
أيها الإخوة الكرام ، سأمهد بمثل ، أنا حينما أستخدم مركبة مبنية على علم متطور ، وفيها أجهزة وتوصيلات بالغة الدقة والتعقيد ، إنْ توقفت هذه المركبة عن السير فلابد من أن أعكف على دراسة مبادئ الحركة ، ونظام التوصيلات ، وأن أراقب سلامة الأجهزة حتى أكتشف موطن الخلل تمهيداً لإصلاحه ، هذا هو الموقف العلمي حينما تقف المركبة ، فإذا نقلنا هذا المثل إلى واقع المسلمين لابد من أن نعلم على أي شيء يقوم هذا الدين ، ما أركانه ؟ ما مبادئه ؟ ما أهدافه ؟ ما قيمه ؟ ثم أن نلحظ أين الضعف ؟ أين الخلل ؟ عندئذ نستنتج من هذه الدراسة حلاً لمشكلتنا .
أيها الإخوة الكرام ، أما إذا وقفنا إلى جانب المركبة ، وقد بنيت على علم متطور دقيق ، وفيها أجهزة بالغة الدقة وتوصيلات دقيقة ، أما إذا وقفنا إلى جنبها ، وصرخنا ، ودعونا ، وشكونا ، وبكينا المركبة لا تتحرك ، هذا الموقف ليس علمياً ، هذا موقف غوغائي ، موقف انفعالي ، موقف أساسه فورة عاطفية .
أيها الإخوة الكرام ، لابد من أن نبحث عن أصل المشكلات أين الخلل ؟ وأين الحل ؟ ومتى الخلاص ؟
أيها الإخوة الكرام ، هذا الكلام يمس كل مسلم في العالم الإسلامي ، ولا يعفى منه مسلم على الإطلاق ، لماذا كان ماضينا زاهراً ، و حاضرنا متخلفاً ؟ لماذا ليست كلمتنا هي العليا ؟ لماذا للطرف الآخر علينا ألف سبيل وسبيل ؟ لماذا لم تحقق وعود النصر التي في القرآن الكريم مع أن زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ؟ لنبدأ بإصلاح أنفسنا ، لنبدأ بمعرفة الخلل في نفوسنا ، معرفة الخلل في نفوسنا ، وفي أسرنا ، وفي أعمالنا أول خطوة نحو الإصلاح ، أنت أيها المسلم الواحد الفرد الضعيف تملك بذور الإصلاح ، ارجع إلى الخلل في عقيدتك ، ارجع إلى الخلل في معرفتك بالله عز وجل ، ارجع إلى الخلل في سلوكك ، ارجع إلى الخلل في أسرتك ، ارجع إلى الخلل في بيتك وفي عملك ، وابدأ بإصلاح ذاتك وإصلاح أسرتك وإصلاح عملك ، لو أن كل مسلم غيور على هذا الدين العظيم ، وسلك هذا الطريق لكنا في أمد قصير في حال غير هذا الحال .
أيها الإخوة الكرام ، أنت حينما تكون جاداً في إصلاح حال المسلمين ينبغي أن تبدأ بنفسك ، وإن كنت جاداً في دعم المسلمين فأصلح ما بينك وبينهم ، وإن كنت جاداً في أن تحمل بعض هموم المسلمين فعليك بدائرتين أنت سيدهما ، عليك بدائرة بيتك وعليك بدائرة عملك ، لو فعل كل منا هكذا لكان عندنا قاعدة صلبة متينة يمكن أن تكون أساساً لتقدم المسلمين .
أيها الإخوة الكرام ، مزيد من الأسئلة ، هل المشكلة في البحث عن الخلل كي نسده أم أننا نعرف الخلل ، ولا نستطيع أن نسده ؟ هذا سؤال أول ، هل طبيعة الخلل غائبة عنا أم أن حقيقة الخلل واضحة ، لكن الحل ليس واضحاً ؟ هل المشكلة في صعوبة التشخيص ، أم في وصف العلاج ، أم في الإيمان بضرورة المعالجة ؟ هل تتجسد مشكلاتنا في عدم وجود الطبيب القادر على التشخيص ، أم في عدم وجود الدواء النافع في اقتلاع الداء ؟ أم أن المريض نفسه غير قادر ، و ليس قانعاً أن يتناول الدواء ؟ هي عند الطبيب أم عند الدواء أم عند المريض ؟
أيها الإخوة الكرام ، المشكلة أن نعرف الخلل ، وأن نبحث عن العلاج ، وأن نقنع المريض بأن هناك خللاً ، ولابد من العلاج .
أيها الإخوة الكرام ، حقيقة دقيقة الأخطاء السلوكية من السهل جداً الابتعاد عنها ، لأنها واضحة جلية ، لكن الأخطاء الاعتقادية ، وضعف الإيمان بالله ، وضعف الإيمان باليوم الآخر ، وضعف التوحيد ، وازدياد مساحة الشرك هذه ربما كانت من أخطر ما يعانيه المسلمون .
أعيد ثانية : الأخطاء الاعتقادية ، وضعف الإيمان بالله ، وضعف الإيمان باليوم الآخر ، وضعف التوحيد ، وازدياد مساحة الشرك ، هذه ربما كانت من أخطر ما يعانيه المسلمون في حاضرهم ، بعضهم أكثر تشاؤماً يقول : المشكلة أكبر من هذا بكثير ، أنت حينما تسأل : أين الخلل ؟ معنى ذلك أنك تعرف الهدف واضحاً ، وأن الطريق إليه سالك ، لكن المركبة تعطلت فسألت : أين الهدف ؟ فكيف إذا كان الهدف غير واضح ؟ وكيف إذا كان الطريق إليه غير سالك ؟ وكيف إذا كان الخلل في المركبة ليس مكتشفاً أصلاً .
أيها الإخوة الكرام ، هذه موضوعات كبرى ينبغي أن نجيب عنها ، غيبة الوعي الإسلامي ، جهل مطبق بحقيقة التوحيد ، وبحقيقة الدار الآخرة ، وبحقيقة الدنيا ، وبحقيقة الإنسان ، غيبة الوعي الإسلامي ، أي فقدان الهوية الإسلامية ، إنسان غربي بلباس شرقي ، أسلوب غربي بقالب شرقي ، قيم غربية بغلاف هش إسلامي ، هذه بعض ملامح المشكلة ، نحن نقلد الغرب في عاداته وتقاليده ، وقيمه ، ونصلي ، و نصوم ، ونحج .
بنيتنا الفكرية ليست توحيدية ، اهتماماتنا لا تنصب على الآخرة ، متعلقة بالدنيا ، شعورنا بالنقص مدمر ، لأننا نستخدم مقاييس أهل الدنيا فقط ، باستخدام هذه المقاييس نجد أنه لا سبيل إلى أن نصل إلى مستوى الغرب ، و هذا يبدو مستحيلاً .
اختفاء الطريق الموصل إلى الهدف ، فقد الوسيلة هذا من بعض حجوم المشكلة ، المسلمون أيها الإخوة الكرام ، يعانون من مشكلات كبيرة ، وخطيرة ، و لكنها في الأحداث الأخيرة طفت على السطح ، لما تحدانا الغرب ، وأراد أن يطمس معالم هويتنا ، وأن يغير ثقافتنا ، ويتدخل في شؤوننا ، وأن يعتدي على مقدساتنا ظهر ضعفنا ، كان ضعفنا مستوراً فصار ضعفنا جلياً .
أيها الإخوة الكرام ، مرة ثانية ، أنا لا أتحدث عن بلد إسلامي بعينه ، بل أتحدث عن حال جميع المسلمين ، وقد تجد هذا في الشرق البعيد ، وفي الغرب البعيد ، ومع الأسف الشديد ذهبت إلى الغرب البعيد ، وإلى الشرق البعيد ، فوجدت مشكلات المسلمين التي في بلادهم الأصلية قد نقلت إلى تلك الجاليات الإسلامية ، الخصومات والفرق والطوائف والتعصبات ، و تبادل الاتهامات ، والتكفير والتشريك والتبديع ، أمراضنا في الشرق نقلت مكبرة إلى الغرب ، هذه مشكلة ، مع أن هذه المشكلة تخالف القواعد العامة في العالم .
من القواعد العامة أن الجاليات القليلة متعاونة فيما بينها ، إلا الجالية الإسلامية متحاربة فيما بينها ، هذا شيء لا يصدق .
إخوتنا الكرام ، أنا أنطلق دائماً في هذا المنبر من أن الحقيقة المُرّة هي أفضل ألف مَرّة من الوهم المريح ، أول طريق لحل المشكلة أن نعرف أنها مشكلة ، متى يعالج الإنسان نفسه من ضغط الدم المرتفع القاتل الصامت ؟ يبدأ بمعالجة نفسه من الضغط المرتفع حينما يعلم أن معه ضغطاً مرتفعاً فقط ، فما لم نحدد المشكلة ، ما لم نكتشف المشكلة ، ما لم نواجه المشكلة ، لا أن نقفز عليها ، لا أن نكون كالنعامة تدفن رأسها في الرمل ، وتبحث عن عدم رؤية هذه المشكلة .
أيها الإخوة الكرام ، في بعض البلاد الغربية البعيدة يصلي المسلمون إلى جهتين إلى القبلة ، جهة نحو الشرق ، وجهة نحو الغرب ، و الخلافات قائمة حتى الآن ، في معظم البلاد البعيدة شرقاً وغرباً لا يتفق المسلمون على يوم صيامهم ، ولا على يوم إفطارهم ، بل ولا على يوم حجهم ، ما هذه المفارقة الحادة ؟
[ سورة آل عمران : الآية 110]
[ سورة المؤمنون : الآية 52]
[ سورة آل عمران : الآية 105]
أيها الإخوة الكرام ، (( كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ، ولم تنهوا عن المنكر ؟ قالوا : أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال : وأشد منه سيكون ، قالوا : وما أشد منه ؟ قال : كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ، ونهيتم عن المعروف ؟ قالوا : أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال : وأشد منه سيكون ، قالوا : وما أشد منه ؟ قال : كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً ؟ )) .
[علل ابن أبي حاتم]
ما علاقة هذا الكلام بقوله تعالى :
[ سورة آل عمران : الآية 110]
علة الخيرية في الآية نفسها ، تأمرون بالمعروف ، وتنهون عن المنكر ، فإذا أمرنا بالمنكر ، ونهينا عن المنكر ، فإذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً أين خيريتنا ؟ إذا بدت المرأة كما خلقها الله في الطريق ، كل خطوط جسمها مكشوفة ، أين الغيرة ؟ أين قول النبي عليه الصلاة والسلام : (( ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْجَنَّةَ : مُدْمِنُ الْخَمْرِ ، وَالْعَاقُّ ، وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ )) .
[أحمد عن ابن عمر]
هذا الذي يمشي مع زوجته ، أو هذه المرأة التي تمشي مع ابنتها ، و قد ظهرت كل مفاتنها ألا ينطبق عليها الحديث الشريف ؟
أيها الإخوة الكرام ، قال تعالى :
[ سورة مريم : الآية 59]
وقد أجمع العلماء على أن إضاعة الصلاة لا يعني تركها ، ولكن يعني تفريغها من مضمونها ، فليس كل مُصَلٍّ يصلي ، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ، وكف شهواته عن محارمي ، ولم يصر على معصيتي ، وأطعم الجائع ، وكسا العريان ، ورحم المصاب ، وآوى الغريب ، كل ذلك لي ، وعزتي وجلالي ، إن نور وجهه لأضوء عندي من نور الشمس على أن أجعل الجهالة له حلماً ، والظلمة نوراً ، يدعوني فألبيه ، ويسألني فأعطيه ، ويقسم عليّ فأبره .
[ سورة مريم : الآية 59]
[ سورة الشعراء ]
والقلب السليم هو القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله ، ولا يحكم غير شرع الله ، ولا يعبد غير الله ، ولا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله .
بعضهم قال :
[ سورة المائدة : الآية 18]
هذه دعوة :
و كل يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا
[ سورة المائدة : الآية 18]
بماذا رد الله عليهم ؟
[ سورة المائدة : الآية 18]
فإذا قال المسلمون بلسان حالهم : نحن أمة محمد ، نحن أمة مرحومة ، نحن أمة خاتم الأنبياء ، نحن أمة الوحي ، نحن أمة القرآن ، فكأن رد الله على هؤلاء المسلمين المقصرين :
[ سورة المائدة : الآية 18]
كأية أمة شردت عن الله عز وجل ، هان أمر الله عليها فهانت على الله :
[ سورة المائدة : الآية 18]
أيها الإخوة الكرام ، أسباب هلاك الأمم موجودة في أمتنا : كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ، إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، هذا حينما جاء لمن يتوسط للنبي صلى الله عليه وسلم ألاّ يقيم الحد على المرأة المخزومية ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (( أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ ، فَقَالُوا : وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالُوا : وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ؟ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا )) .
[ متفق عليه]
لذلك اضطر بعض العلماء أن يقسموا أمة المسلمين إلى أمتين، أمة الاستجابة، وهذه تنطبق عليها الآية الكريمة:
[ سورة آل عمران: الآية 110]
وأمة التبليغ، و هذه الأمة التي شردت عن طاعة الله عز وجل.
شيء آخر قال ، تعالى :
[ سورة البقرة : الآية 143]
هل نحن نسعى لتبليغ هذا الدين إلى بقية الأمم والشعوب ؟ هل نريد لهذا الدين أن ينتشر ؟ هل نسعى له أن ينتشر ؟ هل نريد أن نكون رسلاً لله عز وجل ؟
شيء ثالث ، الله عز وجل يقول :
[ سورة الأنبياء : الآية 92]
هل توحدنا ؟ هل ألغينا نقاط الخلاف ؟ آثرنا مصلحة المسلمين العامة على مصالحنا الخاصة ، هل كان انتماؤنا لمجموع المؤمنين ، أم أن انتماءنا لفقاعات صغيرة تسهم في شق صفوف المسلمين ؟
[ سورة الحشر : الآية 19]
أيها الإخوة الكرام ، دون أن نشعر في أية قضية نعالجها على أي مستوى نعالجها ، وننسى أن هناك منهجاً إلهياً ، وأن هناك قرآناً كريماً ، وأن هناك ديناً عظيماً .
والله حضرت مؤتمراً في بلد عربي حول الأسرة ، واستمعت إلى عشر محاضرات ، والله الذي لا إله إلا هو ، لم يذكر في كل هذه المحاضرات كلمة الله ، أو كلمة إسلام ، أو كلمة قرآن :
[ سورة الحشر : الآية 19]
أية قضية نعالجها بعيداً عن وحي السماء ، أية قضية نقرها بعيداً عن منهج الله ، هذا مرض آخر ، لسنا موحدين :
[ سورة الأنبياء : الآية 92]
ولسنا نذكر منهج الله ، ولا كتابه ، ولا دينه العظيم ، ثم إننا استنكفنا عن أن نكون رسلاً لهذا الدين العظيم .
أيها الإخوة الكرام ، مشكلات أخرى تعاني منها الأمة الإسلامية ، الوقت عندنا لا قيمة له إطلاقاً ، هو أرخص شيء في حياتنا ، ننفقه إنفاقاً سخيفاً ، ننفقه في القيل والقال ، في كلام لا ينفع ، ولقاءات لا تجدي ، و في ثرثرة فارغة ، في لغو و لهو ، ننفق الوقت الطويل ، والطرف الآخر لا ينامون الليل ، نحن ننام تحت أشعة الشمس ، وأعداؤنا يعملون في الظلام ، ليس معهم وحي ، نحن معنا وحي و قرآن ، و منهج هو كالشمس ، لكننا نائمون ، و الطرف الآخر لا وحي ، و لا منهج ، و لا كتاباً منزلاً ، و هم يعملون ليلاً نهاراً .
أيها الإخوة الكرام ، القرآن بين أيدينا يأمرنا أن نعد لأعدائنا ما نستطيع ، لقد أعدوا لنا ، ولم نعد لهم ، خلال مئتي عام عملوا ليلاً نهاراً ، فامتلكوا ناصية القوة ، ففرضوها علينا ، فرضوا علينا إباحيتهم ، فرضوا علينا ثقافتهم ، أرادوا أن يغيروا في ديننا ، هذا كله من ضعفنا ، ضعفنا لم نطبق القرآن ، فدنسوا مصحفنا ، ونحن السبب .
أيها الإخوة الكرام ، الوقت رخيص جداً عندنا ، و العمل ثقيل جداً عندنا ، و الإنسان أعظم ثروة في الأرض ، الإنسان هو الأصل في كل شيء ، هو الهدف من كل نظام ، و من كل تغيير ، لكنه في حياة المسلمين المتخلفين الإنسان هو الضحية ، هو الذي يسحق ، ولا يرى إطلاقاً ، لا ترى همومه ، ولا أحزانه ، حينما يضعف الإنسان في المجتمع يضعف المجتمع بأكمله ، حينما يقوى الإنسان في المجتمع يقوى المجتمع بأكمله .
أيها الإخوة الكرام ، نحن نقلد ، ولا نجتهد ، نحاكي ، ولا نبتدع ، ننقل ، ولا نبتكر ، نحفظ ، ولا نفكر ، نستخدم تفكير غيرنا بحل مشكلاتنا ، تأتي الحلول مضحكة ، إن أول آية نزلت في القرآن الكريم : اِقْرَأْ ، تعلم ، اقرأ قراءة إيمانية ، اقرأ قراءة بحث وإيمان ، العلم ينبغي أن يكون هادفاً إلى بلوغ الإيمان :
[ سورة العلق ]
ينبغي أن تكون القراءة قراءة شكر وعرفان :
[ سورة العلق]
هذه القراءة الثالثة ، قراءة الوحي و لإذعان ، أنت بين قراءة البحث والإيمان ، وقراءة الشكر والعرفان ، و قراءة الوحي والإيمان ، لكن العالم الغربي يقرأ قراءة البغي والعدوان :
[ سورة العلق]
أيها الإخوة الكرام ، الفهم أساس التقدم ، الفهم الصحيح ، و الميزان الصحيح ، والمقياس الصحيح ينبغي أن نطلب العلم الشمولي ، وأن نعرف الله ، وأن نعرف منهجه ، وأن نعرف سر وجودنا ، وأن نتحرك وفق المنهج القويم ، ابتدعنا في دين الله ، والابتداع في الدين ضلالة ، وجمدنا في شؤون الدنيا ، وهو سبب الجهالة ، عكسنا الآية ، كان ابتداعنا في الدين ، وتقليدنا في الدنيا ، وكان الأولى أن نتبع في أمر الدين ، وأن نبتدع في أمر دنيانا ، فروح الدين اقتداء واتباع ، وروح الدنيا ابتكار و ابتداع .
خلقنا الله ليبلونا أينا أحسن عملاً ، وكأن النجاح أمر بديهي ، لكن الامتحان من أجل التمايز بين الناجحين ، ولم يقل : خلقنا ليمتحن من نجح ، و من لم ينجح ، الأصل أن ننجح .
أيها الإخوة الكرام ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ )) .
[أحمد]
هذا توجيه النبي عليه الصلاة والسلام ، هذه دعوة إلى إصلاح دنيانا ، إلى تأمين فرص عمل ، إلى تأمين أغذيتنا ، ويل لأمة تأكل ما لا تزرع ، ويل لأمة تلبس ما لا تنسج ، ويضاف عليها ، ويل لأمة تستخدم أجهزة لا تصنعها ، أكبر أسطول طيران في الشرق الأوسط لدولة إسلامية تعطل كله ، منعت عنه قطع الغيار ، هناك حرب قطع غيار ، هناك حرب مياه ، هناك حرب قمح ، هناك حرب بترول ، والمسلمون يتربعون على أعظم مكان استراتيجي في العالم ، يتربعون على أكبر ثروة في العالم .
أيها الإخوة الكرام ، بعضهم يقول : إن الأمة الإسلامية أقل الأمة عطاء وعملاً ، وأكثرها كلاماً و جدلاً ، نتكلم كثيراً و نعمل قليلاً ، كثيراً ما نعمل عملاً غير مهم ، ندع المهم ، بل قد نعمل عملاً غير نافع ، وندع النافع ، وصف النبي عليه الصلاة والسلام بأنه قرآن يمشي ، كلام المسلمين في واد ، وعملهم في واد آخر ، لسانهم في واد ، وسلوكهم في واد آخر ، فكيف ينظر الله إلينا نظرة عطف ، وكيف ينظر الله إلينا نظرة رعاية ؟
العالم كله يحول الأرض الحمراء إلى خضراء ، ونحن ما أكثر ما نحول الأرض الخضراء إلى حمراء ، هذا يسمى بالتصحر ، نقلب البساتين لتكون أبنية من الإسمنت ، ترفع الحرارة ، و يزداد بها التلوث ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ )) .
[متفق عليه]
أيها الإخوة الكرام ، المؤمن القوي كما قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَلَا تَعْجَزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ : لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَكِنْ قُلْ : قَدَرُ اللَّهِ ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ )) .
[مسلم]
أيها الإخوة الكرام ، كل أخطائنا نعزوها إلى القدر ، النبي عليه الصلاة والسلام قضى بين رجلين ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ (( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ ، فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )) .
[أبو داود]
أي طالب ما درس أبداً فرسب ، فقال : حسبي الله و نعم الوكيل هذا كلام مضحك ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام يؤدب هذا الذي استغل قيم الدين بغير مكانها قال : (( إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )) ، نرتكب الأخطاء ، وتأتي النتائج ، ونقول : حسبي الله ونعم الوكيل ، هكذا يريد الله عز وجل ، هذا ترتيب الله عز وجل ، هذا كلام فيه كذب و افتراء و دجل ، أنت حينما تقصر هذا الذي يأتيك هو جزاء التقصير ، وليس قضاء و قدراً بالمفهوم الذي تريده ، هذا الذي أشاع حديث الإفك قال :
[ سورة النور : الآية 11]
هذا القضاء والقدر ، لكن القضاء و القدر لا يعفي من المسؤولية :
[ سورة النور : الآية 11]
أيها الإخوة الكرام ،
[ سورة الأنعام : الآية 153]
إذا كنا على حق جميعاً فنحن متحدون ، لأن المعركة بين حقين لا تكون ، وبين حق وباطل لا تطول ، أما إذا كانت المعركة بين باطلين فلا تنتهي .
أقول لكم أيها الإخوة الكرام : نحن في دائرة مركزها الحق ، من هذه النقطة تخرج خطوط نحو المحيط كشكل الشعاع ، أنت على أحد الأشعة أو على أحد الخطوط كلما اقتربت من مركز الدائرة ضاقت المسافة بينك وبين أخيك ، فإذا وصلت إلى مركز الدائرة انعدمت المسافة ، أي إذا وصلت إلى الحق الصرف فلابد من أن تتحد مع أخيك مئة بالمئة ، مادام هناك مسافة هناك تقصير .
أيها الإخوة الكرام ، يقول عليه الصلاة و السلام و كأنه معنا ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا ، قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ ، قَالَ : قُلْنَا : وَمَا الْوَهْنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الْحَيَاةِ ، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ )) .
[ أبو داود ، أحمد ]
أيها الإخوة الكرام ، حقيقة قلتها كثيراً : يوجد بحياتك أربعة أشياء ، أي خلل في واحدة منها تنعكس على النواحي الثلاثة ، علاقتك بالله ، وعلاقتك بعملك ، وعلاقتك بأسرتك ، وعلاقتك بصحتك ، اجعل هذه الأسس أهدافاً واضحة لك ، أصلح العلاقة مع الله بطاعته ، و القيام بأداء واجباتك نحو الآخرين ، أصلح العلاقة مع من تعمل معه ، أصلح العلاقة مع أسرتك ، واعتن بصحتك .
أيها الإخوة الكرام ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، و زنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، و اعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، و سيتخطى غيرنا إلينا ، العاقل من دان نفسه ، و عمل لما بعد الموت ، و الجاهل من أتبع نفسه هواها ، و تمنى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين .
* * *
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أيها الإخوة الكرام ، في بحث علمي نشر في مجلة علمية مشهورة وجد فريق من العلماء أن بعض النباتات الاستوائية تصدر ذبذبات فوق صوتية ، تم رصدها ، وتسجيلها بأحدث الأجهزة العلمية المتخصصة ، و كان العلماء قد أمضوا قرابة ثلاث سنوات في متابعة ، و دراسة هذه الظاهرة المحيرة ، قد توصلوا إلى تحليل تلك النبضات فوق الصوتية إلى إشارات كهر ضوئية بواسطة جهاز للرصد الإلكتروني ، و قد شاهد العلماء هذه النبضات الكهرضوئية تتكرر أكثر من مئة مرة في الثانية ، وأشار عالم كبير اسمه براون الذي كان يقود فريقاً متخصصاً من العلماء لدراسة هذه الظاهرة أن بعد النتائج التي تم التوصل إليها لم يكن ثمة أمامنا تفسير علمي لتلك الظاهرة ، وقد قمنا بعرض نتائج بحثنا على عدد من الجامعات و المراكز العلمية المتخصصة في أمريكة وأوربة ، ولكنهم جميعاً عجزوا عن تفسير تلك الظاهرة ، وفي المرة الأخيرة تم إجراء تلك التجربة أمام فريق علمي من بريطانيا ، وكان من بينهم عالم بريطاني مسلم من أصل هندي ، وبعد خمسة أيام من التجارب المخبرية التي حيرت الفريق البريطاني وقف العالم البريطاني المسلم ، و قال : نحن المسلمون لدينا تفسير لهذه الظاهرة ، ومنذ ألف وأربعمئة عام ، اندهش العلماء من كلام ذلك العالم ، و ألحوا عليه أن يفسر لهم ما يريد أن يقوله ، فقرأ عليهم قوله سبحانه و تعالى :
[ سورة الإسراء : الآية 44]
وقد ساد الصمت والذهول في القاعة التي كان يتحدث بها العالم المسلم ، فها هي المعجزة من معجزات هذا الدين الحق فكل شيء يسبح باسم الله عز وجل ، وقد قام المسؤول عن فريق البحث المستر براون بالتحدث مع العالم الإسلامي لمعرفة هذا الدين الذي أنبأ النبي الأمي قبل ألف وأربعمئة عام بهذه المعجزة ، فشرح له العالم المسلم الإسلام ، وقام بعد ذلك بإعطاء القرآن وتفسيره باللغة الإنكليزية .
وبعد عدة أيام قليلة عقد هذا الأستاذ براون محاضرة في جامعة في بريطانيا ، وقال : لم أر في حياتي مثل هذه الظاهرة طوال فترة عملي التي استمرت ثلاثين عاماً ، ولم يستطع أي من علماء الأرض تفسير هذه الظاهرة ، والتفسير الوحيد وجدناه في القرآن ، ولا يسعني حيال ذلك إلا أن أقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده و رسوله ، وأعلن إسلامه .
سنوات طويلة ، موجات كهرضوئية مسجلة ثابتة مئة موجة في كل ثانية عرض هذا على معظم الجامعات لا أحد بإمكانه أن يفسر ذلك إلا الآية القرآنية :
[ سورة فصلت : الآية 53]
اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ، ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على ما قضيت ، نستغفرك ، ونتوب إليك ، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت ، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، وصلى اللهم على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .
والحمد لله رب العالمين