في القرآن الكريم :
نضف إلى معلوماتنا معلومات ..
درس في البلاغة والإعجاز
لغة القرآن معلومة جديدة ..
الإعجاز اللغوي في القرآن
الفرق بين الزوجة و المرأة
في القرآن الكريم ---
تبهر العقول المتفتحة التي تفسر لنا ما لا ندركه من كلام الخالق جل شأنه .
تعالوا وتعرفوا على البلاغة في القرآن والدقة في التعبير والبيان
ثم قولوا سبحانك ياعظيم يامنان
متى تكون المرأة زوجا
ومتى لا تكون ..... ؟
عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين ، نلحظ أن لفظ (زوجة) يطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامة بينها وبين زوجها ، وكان التوافق والإقتران والإنسجام تاما بينهما ، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي ........
فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملا ، ولم تكن الزوجية متحققة بينهما ، فإن القرآن يطلق عليها (امرأة) وليست زوجا ، كأن يكون اختلاف ديني عقدي
أو جنسي بينهما ......
ومن الأمثلة على ذلك :
قوله تعالى : ۞وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةًإِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ۞ (الروم:21)،
وقوله تعالى : ۞ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا۞[الفرقان:74].
وبهذا الإعتبار جعل القرآن أمنا حواء زوجا لأبينا لآدم عليهما السلام ، في قوله تعالى :
۞وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ۞ ( البقرة 35 ) .
وبهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أزواجا )له ، في قوله تعالى :
۞ النَّبِيّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسهمْ وَأَزْوَاجه أُمَّهَاتهمْ ۞ [الأحزاب: 6].
فإذا لم يتحقق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع فإن القرآن يسمي الأنثى (امرأة ) وليس ( زوجا ) .
قال القرآن : امرأة نوح ، وامرأة لوط ، ولم يقل : زوج نوح أو زوج لوط ، وهذا في قوله تعالى :
۞ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ۞
[سورة التحريم : آية 10].
إنهما كافرتان ، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي ، ولكن كفرها لم يحقق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي . ولهذا ليست
(زوجا)له، وإنما هي (امرأة) تحته.
ولهذا الإعتبار قال القرآن :
امرأة فرعون ، في قوله تعالى :
۞وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ ۞ ( التحريم 11 ) .
لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية ، فهي مؤمنة وهو كافر ، ولذلك لم يتحقق الإنسجام بينهما ، فهي ( امرأته) وليست
( زوجه) .
ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين ( زوج)
و (امرأة) ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا ، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، أن يرزقه ولدا يرثه . فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب ، وطمع هو في آية من الله تعالى ، فاستجاب الله له ، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة - سبحان الله - .
عندما كانت امرأته عاقرا أطلق عليها القرآن كلمة (امرأة)،
قال تعالى على لسان زكريا :
۞وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي
مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ۞ 5سورة مريم.
وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه ، وأنه سيرزقه بغلام ، أعاد الكلام عن عقم امرأته ، فكيف تلد وهي عاقر ، قال تعالى :
۞ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) ۞
( سورة آل عمران ) .
وحكمة إطلاق كلمة ( امرأة )
على زوج زكريا عليه السلام
أن الزوجية بينهما لم تتحقق
في أتم صورها وحالاتها ، رغم
أنه نبي ، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة ، وكانا على وفاق تام من الناحية الدينية الإيمانية .
ولكن عدم التوافق والإنسجام التام بينهما،كان في عدم إنجاب امرأته ، والهدف ( النسلي ) من الزواج هو النسل والذرية ، فإذا وجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب، فإن الزوجية لم تتحقق بصورة تامة.
ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر ، فإن الزوجية بينهما لم تتم بصورة متكاملة ، ولذلك
أطلق عليها القرآن كلمة (امرأة)
وبعدما زال المانع من الحمل ، وأصلحها الله تعالى ، وولدت لزكريا ابنه يحيى عليهما السلام
فإن القرآن الكريم لم يطلق
عليها ( امرأة )، وإنما أطلق عليها كلمة ( زوج ) ، لأن الزوجية تحققت بينهما على أتم صورة .
قال تعالى :
۞ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۞
والخلاصة :
أن امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي ( امرأة ) زكريا في القرآن ، لكنها بعد ولادتها يحيى هي ( زوج) وليست مجرد امرأته ! .
وبهذا " أحبتي الكرام " :
قد عرفنا الفرق الدقيق بين
( زوج ) و ( امرأة ) أي التعبير القرآني العظيم ، وأنهما ليسا مترادفين .
سبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
ربنا تقبل منا عملنا واجعله خالصا لوجهك الكريم .